احتفل معرض IFA الدولي، أكبر معرض للإلكترونيات والأجهزة المنزلية في أوروبا، ويُعقد سنوياً في برلين، بمرور مئة عام على تأسيسه خلال دورته لهذا العام، والتي عُقدت تحت شعار “الابتكار للجميع” واستمرت لمدة 5 أيام واختتمت فعاليتها يوم الثلاثاء 10 سبتمبر.
وعلى مدى قرن من الزمان، تحوّل معرض IFA الذي بدأ عام 1924 من كونه مجرد منصة لعرض إذاعي، إلى ملتقى عالمي للابتكار والتكنولوجيا، يجمع كبرى الشركات العالمية تحت سقف واحد لاستعراض أحدث الابتكارات. ومن بين هذه الشركات، فتحت شركة “سامسونج” للإلكترونيات أبواب المستقبل. حيث ألقت الضوء على أحدث منتجاتها المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ورسخت مكانتها وريادتها في مجال الأجهزة المنزلية والإلكترونيات نصيبها من هذا التطور السريع والمذهل، حيث انتقلت من كونها آلات ضخمة إلى أجهزة متطورة يمكن اعتبارها جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية.
وقد وضعت شركة “سامسونج” نفسها في مقدمة رواد الابتكار للمستقبل، حيث طورت تقنية ربط الأجهزة المحمولة وأجهزة التليفزيون والأجهزة المنزلية بسلاسة عبر تطبيقSmartThings ، كما طورت أيضاً برنامج المساعد الصوتي “Bixby”، الذي أصبح قادراً الآن على فهم الأوامر الصوتية المعقدة المستندة إلى اللغة الطبيعية بشكل أفضل.
في بداياته، انطلق معرض IFA كمنصة تتيح للحكومة الألمانية عرض تكنولوجيا الراديو الناشئة في عشرينيات القرن الماضي. ليصبح شاهدًا على أولى الخطوات في مسيرة التطور التكنولوجي، وكان من أبرز اللحظات في تاريخه كانت كلمة ألبرت أينشتاين الافتتاحية في دورة عام 1930. مما منح المعرض بريقاً علمياً عالمياً.
وفي رحلة طويلة من الابتكار، قدم المعرض أول راديو سيارة في عام 1932، وأول تلفزيون ملون في عام 1937. ليصبح بعدها وجهة لاستعراض أحدث الابتكارات. ورغم توقفه خلال الحرب العالمية الثانية، لم تتوقف عجلة التقدم التكنولوجي. حيث شهدت الأجهزة المنزلية تطورًا ملحوظاً، متجاوزة كونها مجرد آلات ميكانيكية بسيطة إلى أدوات ذكية تواكب متطلبات الحياة العصرية، بفضل تطورات المحركات، والمكونات الإلكترونية وميزات الاتصال الذكي.
بدأت سامسونج رحلتها مع IFA في عام 1991 بجناح صغير تبلغ مساحته 43 متراً مربعاً، بعرض شاشات وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، لتصبح اليوم أحد الأركان الرئيسية للمعرض، وبحلول عام 2003، وسعت الشركة من حضورها بترقية جناحها إلى 3600 متر مربع. ومع حلول عام 2014، استحوذت سامسونج على مركز مؤتمرات CityCube في برلين، لتعرض أحدث تقنياتها على مساحة 6000 متر مربع.
ويتزايد حضور سامسونج في IFA سنويًا، حيث تواصل تقديم تقنيات رائدة في مجالات الأجهزة المنزلية وأجهزة التلفزيون والأجهزة المحمولة. ففي عام 2006، أطلقت الشركة تلفزيون “Bordeaux”، حيث قدمت في عام 2011، أول تليفزيون ذكي وجهازGalaxy Note، الذي أحدث ثورة بتأسيس “عصر التابلت” بدمج الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في جهاز واحد.
وفي عام 2013 وكشفت سامسونج عن أول تلفزيون “UHD” منحني في العالم وأول ساعة ذكية لها “Galaxy Gear”. مما عزز مكانتها كرائدة في سوق التكنولوجيا. وفي عام 2016، أطلقت ثلاجة “Family Hub” المزودة بشاشة تعمل باللمس، التي مثلت نقلة نوعية نحو استخدام تقنيات إنترنت الأشياء المتقدمة في الأجهزة المنزلية.
كما أدركت سامسونج أهمية الاتصال التكنولوجي في تحسين حياة المستهلكين فاستحوذت على تطبيق SmartThings في عام 2014، ليصبح أحد أهم أنظمة التشغيل الذكية في العالم بأكثر من 340 شريكاً و350 مليون مستخدم. وفي عام 2018، أكدت الشركة على أهمية الذكاء الاصطناعي كمحور رئيسي لتجربة “العيش المتصل” معلنة تحولاً جديدًا في عالم الإلكترونيات.
وفي معرض IFA 2023، قدمت سامسونج 15 جهازاً يعمل بالذكاء الاصطناعي، مُعلنةً بداية عصر جديد للأجهزة المنزلية، بالإضافة إلى منصة “Samsung Food”، التي توفر نظامًا ذكيًا للطعام والوصفات يربط بين الأجهزة المنزلية وأجهزة التليفزيون والأجهزة المحمولة، لتوفير تجربة طهي خاصة تناسب كل أسرة وفرد.
وتستمر رحلة سامسونج مع IFA بالتوجه نحو ابتكارات متقدمة في التحكم بالأجهزة عبر الأوامر الصوتية. فقد تطورت الآلات الأساسية، التي كانت مصممة لتخزين الطعام وغسل الملابس قبل 100 عام، إلى أدوات ذكية تتواصل مع المستخدمين عن طريق الأوامر الصوتية وتتعامل مع المهام المنزلية المعقدة بسهولة ويسر.
تعتبر شركة سامسونج للإلكترونيات المحدودة، شركة رائدة عالميًا تساهم في رسم معالم المستقبل من خلال أفكار وتقنيات ثورية مبتكرة. وتعمل الشركة على إعادة تشكيل عالم أجهزة التليفزيون والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والأجهزة المنزلية وأنظمة الشبكات والذاكرة وأنظمة أشباه الموصلات وحلول سبك المعادن وحلول الإضاءة الموفرة إل إي دي LED. وتلتزم سامسونج بتقديم تجربة اتصال موحّدة عبر منظومة SmartThings وبالتعاون مع الشركاء الأخرين.