“ريم بسيوني” في ضيافة مكتبة المعادي.. تكريم أدبي يجسد دور الاقتصاد الإبداعي في التنمية الثقافية
القاهرة – [تاريخ اليوم]
في أمسية أدبية غنية بالحوار والحضور الثقافي، كرّمت جمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع الكاتبة والروائية د. ريم بسيوني، مساء أمس، بمقر مكتبة المعادي العامة التابعة للجمعية، وذلك في إطار احتفالية ثقافية حملت عنوانًا دالًا: “في محبة د. ريم بسيوني.. روائية الهوية والتاريخ”، لتكون بمثابة احتفاء بالإبداع النسائي المصري الذي يجمع بين الأدب، الهوية، والانتماء الوطني.
الثقافة في قلب التنمية المستدامة
هذا التكريم يأتي ضمن رؤية الجمعية التي تمتد على مدى أكثر من 47 عامًا، في دعم الثقافة كأداة للتنمية المستدامة وبناء الوعي، وربط الاقتصاد الإبداعي بالعمل المجتمعي، من خلال مبادراتها التي تشمل التعليم، تمكين المرأة، ورعاية الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك عبر فروعها في أربع محافظات: القاهرة، الجيزة، القليوبية، والفيوم.
افتتحت اللقاء ضحى محبوب، القائم بأعمال مدير مكتبة المعادي، بكلمة ترحيبية قالت فيها:
“استضافة قامة أدبية بحجم د. ريم بسيوني هو احتفاء بالمحتوى الثقافي الذي يُغذي الروح، ويعزز من قيمة المعرفة في زمن سريع التغير.”
أما أنيسة لبيب، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، فأشارت إلى أن الاحتفاء بالمبدعين يأتي في صميم رسالة الجمعية التي تؤمن بأن الاستثمار في الأدب والفكر هو استثمار مباشر في بناء الإنسان، وترسيخ قيم الانتماء والهوية.
قيمة أدبية وإنسانية
وفي كلمة مؤثرة، قالت أشنادل محمد أمين حلمي الثاني، الأمين العام للجمعية:
“أعمال د. ريم بسيوني لا تكتفي بالسرد، بل تُعيد إحياء التاريخ بروح الباحثة، وصدق الساردة. هي لا تكتب فقط، بل تبني جسورًا بين الماضي والحاضر، وتمنح القارئ مساحة للتأمل والفهم.”
وقد شهدت الأمسية حضور عدد من الشخصيات الأدبية والثقافية والاقتصادية، في مقدمتهم د. ماجدة فهمي، رئيس مجلس إدارة جمعية نداء، وسيدة الأعمال زينب الغزالي، إلى جانب د. أماني مجاهد، والمهندسة هالة إسماعيل، وغيرهم من أعضاء الجمعية والمثقفين ومحبي الكاتبة.
ريم بسيوني: “الرواية وطني الآخر”
خلال اللقاء، تحدثت الكاتبة ريم بسيوني بشغف عن علاقتها بالتاريخ المصري، مؤكدة أن الكتابة بالنسبة لها ليست فقط وسيلة للتوثيق، بل فعل وجداني وإنساني، يُعبّر عن الحب والانتماء.
وأضافت:
“أعيش مع شخصياتي وأفتقدهم بعد انتهاء الرواية. الكتابة هي رحلتي لفهم الإنسان والمكان.”
كما أكدت أن أعمالها موجهة لكل من يشعر، وليس لفئة محددة، مشيرة إلى أن الهوية المصرية والتاريخ الوطني منجم لا ينضب للحكايات التي تستحق أن تُروى.
حوار مفتوح ومعرض كتب
أدارت الأمسية رشا عصمت، رئيس قطاع البرامج بالجمعية، في حوار مفتوح تناول محاور متعددة مثل: الهوية في السرد الروائي، التوازن بين التوثيق والخيال، والمرأة في أعمال ريم بسيوني، بالإضافة إلى رؤيتها لدور الأدب في إعادة تشكيل الوعي المجتمعي.
وعلى هامش اللقاء، أقيم معرض خاص لإصدارات الكاتبة من نشر “نهضة مصر”، وشهد تفاعلًا لافتًا من الجمهور، حيث حرص الحضور على اقتناء الكتب وتوقيعها، والتقاط الصور التذكارية مع الكاتبة.
الاستثمار في الأدب.. ركيزة للتنمية المجتمعية
هذا الحدث يعكس أهمية الاستثمار في الثقافة والأدب كجزء من الاقتصاد الإبداعي، الذي يُعد أحد المسارات الفعالة لتحقيق التنمية المستدامة. فتكريم الكاتبات والمبدعين لا يكتفي بتقديرهم، بل يساهم في بناء بيئة معرفية محفزة على الإبداع، ويُعزز من مكانة مصر الثقافية عربيًا ودوليًا.