كتب: التقرير
في مشهد يجسد التزاوج الفريد بين التكنولوجيا المالية والعمل الإنساني، أطلقت شركة “ضامن” المصرية مبادرة غير مسبوقة تعيد تعريف مفهوم العمل الخيري الموسمي، من خلال تحويل عملية شراء صكوك الأضحية إلى تجربة رقمية سلسة عبر شبكة ماكيناتها المنتشرة في أرجاء الجمهورية.
في خطوة تعكس فهماً عميقاً لاحتياجات المجتمع المصري، نجحت “ضامن” في تطويع التكنولوجيا المالية لخدمة أحد أهم الشعائر الدينية والتقاليد الاجتماعية في مصر. المبادرة التي تأتي بالشراكة مع كبرى المؤسسات الخيرية – مصر الخير، الأورمان، مؤسسة الدكتور مصطفى محمود، وجمعية الزهروان – تتيح للمواطنين إمكانية شراء صكوك الأضحية في دقائق معدودة، دون الحاجة للتنقل أو الانتظار في طوابير.
هذا النموذج المبتكر يمثل تحولاً جذرياً في مفهوم العمل الخيري الموسمي، حيث يتجاوز الأساليب التقليدية ليقدم حلاً تكنولوجياً يتسم بالسرعة والأمان والشفافية، مما يعزز من ثقة المتبرعين ويوسع من نطاق المستفيدين.
في كشف غير مسبوق عن حجم عمليات الشركة، أعلن المهندس سامح الملاح، الرئيس التنفيذي لضامن، عن تحقيق الشركة لرقم قياسي يتمثل في معالجة أكثر من 600 ألف معاملة إلكترونية يومياً، بنسبة نمو بلغت 51% مقارنة بالعام الماضي.
هذه الأرقام لا تعكس فقط نجاح نموذج أعمال الشركة، بل تشير إلى تحول عميق في سلوك المستهلك المصري وتقبله المتزايد للحلول الرقمية في المعاملات المالية اليومية. كما تكشف عن إمكانات هائلة لتوظيف التكنولوجيا المالية في خدمة قضايا التنمية المجتمعية والعمل الخيري.
تستند قوة مبادرة “ضامن” إلى بنية تحتية متكاملة تضم 26 فرعاً منتشرة في مختلف المحافظات، وشبكة تضم أكثر من 100 ألف تاجر، مما يوفر نقاط وصول متعددة للمواطنين في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء.
وتتجاوز خدمات الشركة مجرد المدفوعات التقليدية لتشمل أكثر من 4000 خدمة متنوعة، مما يجعلها منصة متكاملة للخدمات المالية الرقمية. هذا التنوع في الخدمات يعزز من قدرة الشركة على الوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع، ويسهم في تحقيق أهداف الشمول المالي التي تتبناها الدولة.
تتجاوز أهمية مبادرة “ضامن” البعد الخيري لتشمل دوراً محورياً في تعزيز الشمول المالي، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي تعاني تقليدياً من محدودية الوصول إلى الخدمات المالية.
وكما أكد المهندس سامح الملاح، فإن المبادرة تأتي “في إطار دعم الشمول المالي وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية في القرى والمناطق النائية، لتكون في متناول جميع فئات المجتمع”. هذا النهج يتماشى مع استراتيجية الدولة للتحول الرقمي، ويسهم في سد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية.
لا تقف طموحات “ضامن” عند حدود السوق المحلية، بل تمتد إلى آفاق إقليمية ودولية. فالشركة تستعد لإطلاق تطبيق إلكتروني مخصص للتجار، لتسهيل عمليات الدفع وإدارة المعاملات، كما تدرس التوسع في أسواق عربية وأوروبية جديدة خلال المرحلة القادمة.
هذه الخطط التوسعية تعكس ثقة الشركة في نموذج أعمالها، وقدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية. كما تشير إلى إمكانية تصدير نماذج مبتكرة للتكنولوجيا المالية من مصر إلى الأسواق الخارجية، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية.
يعكس ارتفاع عدد الجهات التي تتعاون مع “ضامن” إلى 171 جهة ثقة متزايدة في قدرات الشركة وموثوقية خدماتها. هذه الشراكات الاستراتيجية لا تقتصر على القطاع الخاص، بل تمتد لتشمل مؤسسات حكومية وجمعيات أهلية، مما يعكس دور الشركة المحوري في منظومة المدفوعات الإلكترونية في مصر.
نجاح “ضامن” في بناء هذه الشبكة الواسعة من الشراكات يمثل نموذجاً للتعاون بين القطاعين العام والخاص، ويسهم في تسريع وتيرة التحول الرقمي في مختلف القطاعات.
تتجاوز مبادرة “ضامن” لصكوك الأضحية مجرد خدمة تقنية لتمثل نموذجاً متكاملاً للمسؤولية المجتمعية للشركات. فمن خلال توظيف قدراتها التكنولوجية وشبكتها الواسعة لخدمة قضايا التكافل الاجتماعي، تقدم الشركة مثالاً على كيفية دمج الأهداف التجارية مع الأهداف المجتمعية.
هذا النموذج يفتح الباب أمام إمكانات واسعة لتوظيف التكنولوجيا المالية في خدمة قضايا التنمية المستدامة، ويشير إلى دور محوري يمكن أن تلعبه شركات التكنولوجيا المالية في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
في النهاية، تمثل مبادرة “ضامن” لصكوك الأضحية نموذجاً مبتكراً يجمع بين التقاليد الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة، ويعكس قدرة الشركات المصرية على تقديم حلول إبداعية تستجيب لاحتياجات المجتمع وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.