كتب: التقرير
في صالة مغلقة بضواحي القاهرة، يرفع شريف عثمان أثقالاً تتجاوز ضعف وزنه، بينما تتصاعد قطرات العرق على جبينه. لا يبدو هذا المشهد استثنائياً للوهلة الأولى، لكن ما لا تراه العين هو رحلة كفاح استثنائية توجت بميداليتين فضيتين في أولمبيادي طوكيو 2021 وباريس 2024.
“كنت أخشى دائماً من الإصابة التي قد تنهي مسيرتي الرياضية”، يقول شريف بابتسامة واثقة، “لكن وجود مظلة تأمينية تغطي تكاليف العلاج منحني الأمان للتركيز على أدائي فقط”. هذه المظلة التأمينية لم تكن سوى جزء من قصة شراكة استثنائية بين مجموعة شركات أليانز بمصر واللجنة البارالمبية المصرية، شراكة تمتد جذورها إلى عام 2017، وأعلن اليوم عن تمديدها حتى عام 2028.
في عالم يتسابق فيه الجميع نحو الأرقام والمؤشرات المالية، تبرز قصة أليانز مع الرياضيين البارالمبيين كنموذج مختلف للاستثمار – استثمار في الإنسان وقدراته الاستثنائية. فخلف الأرقام والبيانات المالية، تكمن قصص ملهمة لخمسة رياضيين بارالمبيين مصريين يتنافسون في ثلاث رياضات رئيسية: رفع الأثقال، والسباحة، والريشة الطائرة.
“لم نكن نبحث عن مجرد راعٍ يضع شعاره على قمصاننا”، يقول الدكتور حسام الدين مصطفى، رئيس مجلس إدارة اللجنة البارالمبية المصرية، “بل كنا نبحث عن شريك يؤمن حقاً بقدرات أبطالنا ويساهم في تهيئة بيئة رياضية محفزة تمكّنهم من تحقيق طموحاتهم”.
هذا الإيمان تجسد في دعم مستمر منذ عام 2017، ليس فقط من خلال الرعاية المالية المباشرة، بل من خلال تبني رؤية استراتيجية شاملة تسهم في تعزيز مكانة الرياضة البارالمبية في مصر والعالم.
في ركن آخر من الصالة، تستعد فاطمة محروس، البطلة البارالمبية في رفع الأثقال، لجولة تدريبية جديدة. فاطمة، التي حصدت الميدالية الفضية في باريس 2024، لم تكن تتخيل يوماً أن تصل إلى هذا المستوى العالمي.
“كانت الإصابات هاجسي الأكبر”، تروي فاطمة، “خاصة أن تكاليف العلاج والتأهيل كانت ستشكل عبئاً كبيراً على أسرتي”. لكن وثيقة التأمين ضد الحوادث الشخصية التي قدمتها أليانز للرياضيين البارالمبيين غيرت المعادلة تماماً.
هذه الوثيقة، التي تغطي تكاليف العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي وجميع الإصابات الرياضية، لم تكن مجرد مستند تأميني، بل كانت بمثابة شبكة أمان سمحت لفاطمة وزملائها بتجاوز حدود قدراتهم دون خوف من تبعات الإصابة.
تمتد جذور هذه الشراكة الاستثنائية إلى عام 2017، عندما قررت أليانز مصر، التابعة لتحالف سانلام أليانز، أن تضع الرياضة البارالمبية في صميم استراتيجيتها للمسؤولية المجتمعية.
“نؤمن بأن الرياضة تعد ركيزة أساسية في بناء مجتمعات قوية وشاملة”، يقول تشارلز تاوضروس، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات أليانز مصر والعضو المنتدب لشركة أليانز لتأمينات الحياة – مصر، “ولذلك نحرص على توسيع وتعزيز شراكاتنا مع المنظمات الرياضية الوطنية والدولية”.
هذه الشراكة، التي تأتي في إطار الشراكة العالمية الممتدة بين مجموعة أليانز واللجنة البارالمبية الدولية، تجاوزت حدود الرعاية التقليدية لتصبح نموذجاً للتكامل بين القطاع الخاص والمنظمات الرياضية.
خلف الأرقام المجردة – خمسة رياضيين في ثلاث رياضات – تكمن قصص إنسانية ملهمة لأبطال تحدوا الإعاقة وحولوها إلى قوة دافعة نحو التميز العالمي.
في رياضة رفع الأثقال البارالمبية، يتألق شريف عثمان وفاطمة محروس، اللذان حصدا ميداليتين فضيتين في أولمبيادي طوكيو وباريس. وفي السباحة البارالمبية، يواصل بطلان مصريان تدريباتهما المكثفة استعداداً للبطولات القادمة. أما في الريشة الطائرة البارالمبية، فيسعى بطل مصري واعد لحجز مكانه على منصات التتويج العالمية.
هؤلاء الأبطال الخمسة ليسوا مجرد رياضيين تدعمهم شركة تأمين، بل هم سفراء لإرادة لا تقهر وعزيمة لا تلين، يلهمون الملايين حول العالم بقصصهم الاستثنائية.
تتجاوز قيمة الدعم الذي تقدمه أليانز للرياضيين البارالمبيين المصريين الجانب المادي المباشر، لتشمل توفير غطاء تأميني شامل يحمي مسيرتهم الرياضية من مخاطر الإصابات.
في عام 2024، قدمت الشركة وثيقة تأمين ضد الحوادث الشخصية للوفد الأولمبي المصري، توفر تغطية شاملة تشمل تكاليف العمليات الجراحية والعلاج الطبيعي وجميع الإصابات الرياضية.
“هذه الوثيقة ليست مجرد منتج تأميني”، يؤكد تاوضروس، “بل هي استثمار في مستقبل الرياضة المصرية، وتجسيد لإيماننا بأن الحماية التأمينية يجب أن تكون متاحة للجميع، بمن فيهم الرياضيون من ذوي الهمم.
مع تمديد الشراكة حتى عام 2028، تتطلع أليانز مصر واللجنة البارالمبية المصرية إلى آفاق أوسع، تتجاوز دعم الأبطال الحاليين لتشمل اكتشاف ورعاية مواهب جديدة، وتعزيز البنية التحتية للرياضة البارالمبية في مصر.
“نطمح إلى مضاعفة عدد الرياضيين المدعومين خلال السنوات القادمة”، يقول الدكتور حسام الدين مصطفى، “ونسعى إلى توسيع نطاق الرياضات المشمولة بالدعم، بما يعكس تنوع وثراء الحركة البارالمبية المصرية”.
هذه الرؤية المستقبلية تتماشى مع استراتيجية أليانز العالمية للمسؤولية المجتمعية، التي تضع الشمولية والتنوع في صميم أولوياتها، وتسعى إلى تمكين الفئات المختلفة في المجتمع من خلال الرياضة.
تتجاوز العلاقة بين أليانز مصر واللجنة البارالمبية المصرية مفهوم الرعاية التقليدي، لتصبح نموذجاً للشراكة المستدامة التي تحقق قيمة مضافة لجميع الأطراف.
فمن جهة، تستفيد اللجنة البارالمبية والرياضيون من الدعم المادي والتأميني الذي يمكنهم من التركيز على أدائهم الرياضي. ومن جهة أخرى، تعزز أليانز صورتها كشركة مسؤولة اجتماعياً، وتترجم قيمها المؤسسية المتعلقة بالشمولية والتنوع إلى ممارسات ملموسة.
“نحن لا ننظر إلى هذه الشراكة كجزء من ميزانية التسويق”، يؤكد تاوضروس، “بل كاستثمار استراتيجي في مستقبل المجتمع المصري، وتجسيد لرؤيتنا كمستثمر مسؤول وشريك موثوق، يسعى إلى خلق قيمة حقيقية ومستدامة”.
ربما يكون الأثر الأكبر لهذه الشراكة هو المساهمة في تغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الهمم، من خلال إبراز قدراتهم الاستثنائية وإنجازاتهم العالمية.
“عندما يرى الناس بطلاً بارالمبياً يعتلي منصة التتويج العالمية، تتغير نظرتهم تلقائياً”، يقول الدكتور حسام الدين مصطفى، “فلا يرون الإعاقة، بل يرون الإرادة والعزيمة والإصرار”.
هذا التغيير في النظرة المجتمعية يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من الرياضة، ليشمل فرص العمل والتعليم والاندماج الاجتماعي لذوي الهمم، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً وتقبلاً للتنوع.
في النهاية، تمثل شراكة أليانز مصر مع اللجنة البارالمبية المصرية نموذجاً ملهماً للتكامل بين القطاع الخاص والمنظمات الرياضية، وتجسيداً لفلسفة تضع الإنسان في قلب استراتيجيات الأعمال، وتؤمن بأن النجاح الحقيقي للشركات يقاس بمدى تأثيرها الإيجابي في المجتمع.