كتب: التقرير
في عصر يعتمد فيه النمو الاقتصادي بشكل متزايد على البنية التحتية الرقمية، تبرز أهمية ذكاء الشبكات وإحصاءات الاتصالات كأدوات أساسية لصناعة القرار الاستثماري والتنظيمي. وفي هذا السياق، شكّل مؤتمر تنظيم الاتصالات للشرق الأوسط وأفريقيا الذي نظمته شركة أوكلا بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في القاهرة مؤخراً، منصة استراتيجية لمناقشة مستقبل قطاع الاتصالات في المنطقة وتأثيره على التنمية الاقتصادية الرقمية.
حمل المؤتمر شعار “تسخير البيانات والتكنولوجيا لتحسين جودة الخدمات: استراتيجيات لقياس وتعزيز أداء الشبكات”، وجمع نخبة من الهيئات التنظيمية والمنظمات الدولية وخبراء القطاع لمناقشة كيفية الاستفادة من بيانات التعهيد الجماعي في تطوير سياسات واستراتيجيات تنظيمية أكثر فعالية وشفافية. يستعرض هذا التقرير تحليلاً اقتصادياً شاملاً لأبرز محاور المؤتمر وتأثيراته المحتملة على مستقبل البنية التحتية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
شكّل موضوع بيانات التعهيد الجماعي (Crowdsourced Data) محوراً رئيسياً في المؤتمر، حيث أكد المشاركون على الدور المتزايد لهذه البيانات في تطوير منظومة تنظيم الاتصالات بشكل أكثر كفاءة وشفافية. على عكس البيانات التقليدية التي تقدمها شركات الاتصالات والتي قد تكون محدودة أو متحيزة، توفر بيانات التعهيد الجماعي صورة أكثر شمولاً وواقعية عن تجربة المستخدم الفعلية.
وفقاً لـ[تقرير سابق عن قطاع الاتصالات في مصر]، فإن الاعتماد على بيانات التعهيد الجماعي يمكن أن يحقق وفورات تصل إلى 30% في تكاليف الرقابة التنظيمية، مع تحسين دقة القرارات بنسبة تتجاوز 40%. وقد أشار كريم يايسي، كبير المحلّلين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في أوكلا، إلى أن “استخدام بيانات التعهيد الجماعي يعد أداة فعالة في اتخاذ قرارات مدروسة، وتعزيز الشفافية”، مما يؤكد على القيمة الاقتصادية لهذه البيانات في تحسين كفاءة السوق.
بيانات التعهيد الجماعي اقتصاديا
•تقليل عدم تماثل المعلومات بين المشغلين والهيئات التنظيمية، مما يعزز كفاءة السوق.
•توفير أساس موضوعي لتقييم الالتزام بمعايير جودة الخدمة المنصوص عليها في التراخيص.
•تمكين الهيئات التنظيمية من تحديد المناطق ذات الأولوية للتدخل التنظيمي أو الدعم الحكومي.
•تعزيز ثقة المستثمرين من خلال توفير بيانات شفافة وموثوقة عن أداء السوق.
دور البيانات في تعزيز الشمول الرقمي
أكد المشاركون في المؤتمر على الدور الحيوي للبيانات في تحديد فجوات الخدمات وتعزيز الشمول الرقمي، خاصة في المناطق الريفية والنائية التي غالباً ما تكون خارج نطاق التغطية الجيدة. وفقاً لـ[تقرير عن الشمول الرقمي في أفريقيا]، فإن نحو 47% من سكان القارة الأفريقية لا يزالون محرومين من الوصول إلى الإنترنت، مما يشكل عائقاً كبيراً أمام التنمية الاقتصادية المستدامة.
تساعد البيانات الدقيقة والشاملة الهيئات التنظيمية على:
•تحديد المناطق ذات الأولوية لنشر البنية التحتية للاتصالات، مما يضمن توزيعاً أكثر عدالة للموارد.
•تقييم فعالية صناديق الخدمة الشاملة وبرامج سد الفجوة الرقمية.
•تطوير سياسات تحفيزية مستهدفة لتشجيع الاستثمار في المناطق المحرومة.
•قياس التقدم المحرز في تحقيق أهداف الشمول الرقمي على المستويين الوطني والإقليمي.
وقد أشار الدكتور حسام عبد المولى، نائب الرئيس للشؤون الفنية والجودة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إلى أن “المؤتمر شكّل منصةً مثاليةً لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة”، مؤكداً على أهمية “استكشاف استراتيجيات مبتكرة قائمة على البيانات” لتعزيز الشمول الرقمي والنمو الاقتصادي في المنطقة.
أهمية اعتماد مقاييس جودة تجربة المستخدم
شددت الجلسات التي أقيمت خلال المؤتمر على ضرورة تجاوز المقاييس التقليدية لأداء الشبكات، واعتماد مقاييس جودة تجربة المستخدم (QoE) التي تعكس بشكل أفضل التجربة الفعلية للمستخدمين. فبينما تركز المقاييس التقليدية على جوانب تقنية مثل السرعة والتأخير وفقدان الحزم، تأخذ مقاييس جودة التجربة في الاعتبار عوامل إضافية مثل استقرار الاتصال، وجودة الصوت والفيديو، وأداء التطبيقات المختلفة.
من المنظور الاقتصادي، يؤدي التركيز على جودة تجربة المستخدم إلى:
•تحسين رضا العملاء، مما يقلل من معدلات التحول بين المشغلين ويعزز الولاء للعلامة التجارية.
•توجيه الاستثمارات نحو المجالات التي تحقق أكبر تأثير إيجابي على تجربة المستخدم.
•تعزيز القدرة التنافسية للمشغلين على أساس جودة الخدمة وليس فقط السعر.
•تحفيز الابتكار في تطوير حلول وخدمات جديدة تلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.
كما ناقش المشاركون أهمية معالجة تحديات جودة الاتصال داخل المباني، التي تمثل نقطة ضعف في العديد من شبكات الاتصالات، خاصة مع زيادة الاعتماد على العمل عن بُعد والتعليم الإلكتروني في أعقاب جائحة كوفيد-19.
التأثير الاقتصادي لتحسين البنية التحتية للاتصالات في المنطقة
أكدت المناقشات خلال المؤتمر على الدور الحيوي للاتصال بالإنترنت عالي السرعة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وفقاً للدراسات التي تمت مناقشتها، فإن تحسين سرعات النطاق العريض (Broadband) بنسبة 10% يمكن أن يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.9% و1.5%، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية القوى العاملة بنسبة تصل إلى 7.5%.
وفقاً لـ[تحليل لاستثمارات البنية التحتية الرقمية في الشرق الأوسط]، فإن الاستثمارات في قطاع الاتصالات في المنطقة تشهد نمواً سنوياً بمعدل 15%، مدفوعة بالإدراك المتزايد للعلاقة الوثيقة بين جودة البنية التحتية الرقمية والقدرة التنافسية الاقتصادية. وتشمل الفوائد الاقتصادية لتحسين سرعات النطاق العريض:
•تعزيز الإنتاجية من خلال تسهيل العمل عن بُعد والتعاون عبر الإنترنت.
•تحفيز الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا والخدمات الرقمية.
•تحسين كفاءة الخدمات الحكومية من خلال التحول الرقمي.
•خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الاقتصاد الرقمي المختلفة.
أهمية الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات
أشار المشاركون في المؤتمر إلى أن الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات، وخاصة شبكات الألياف الضوئية، يمثل أولوية استراتيجية لدول المنطقة. فعلى عكس التقنيات السابقة، توفر الألياف الضوئية سعات هائلة وقابلية للتوسع على المدى الطويل، مما يجعلها استثماراً مستداماً للمستقبل.
وفقاً لـ[دور مصر كمركز إقليمي للاتصالات]، فإن مصر استثمرت أكثر من 2 مليار دولار في توسيع شبكات الألياف الضوئية خلال السنوات الخمس الماضية، مما ساهم في زيادة سرعات الإنترنت بأكثر من 300% وتحسين ترتيب مصر في مؤشرات الاتصالات العالمية. وتشمل الفوائد الاقتصادية لهذه الاستثمارات:
•سد الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية، مما يعزز التنمية المتوازنة.
•جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات مثل مراكز البيانات والخدمات السحابية.
•تحسين القدرة التنافسية للشركات المحلية في الاقتصاد الرقمي العالمي.
•خفض تكاليف الاتصالات على المدى الطويل، مما يعزز الكفاءة الاقتصادية.
الجيل الخامس في مصر وتونس وتأثيرها الاقتصادي المتوقع
استعرض أحمد نبوي، مدير خدمات العملاء في أوكلا، خلال المؤتمر النتائج الأولية حول تغطية وأداء تقنية الجيل الخامس في مصر وتونس. وسلط الضوء على إمكانات بيانات أوكلا في المساعدة على تحديد أولويات مناطق النشر ذات الأثر الكبير من خلال تحليل كثافة الأجهزة الداعمة للجيل الخامس.
وفقاً لـ[تأثير تقنية الجيل الخامس على الاقتصاد المصري]، يُتوقع أن تساهم هذه التقنية في إضافة ما يقارب 10 مليارات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي المصري بحلول عام 2030، من خلال تمكين تطبيقات وخدمات جديدة في مجالات مثل المدن الذكية، والصناعة 4.0، والرعاية الصحية عن بُعد.
تشمل الفرص الاقتصادية المرتبطة بنشر تقنية الجيل الخامس في المنطقة:
•تطوير قطاعات جديدة مثل إنترنت الأشياء الصناعي والواقع المعزز/الافتراضي.
•تحسين كفاءة القطاعات التقليدية مثل الزراعة والتصنيع من خلال الأتمتة والمراقبة عن بُعد.
•خلق فرص عمل جديدة في مجالات تطوير التطبيقات والخدمات المعتمدة على الجيل الخامس.
•تعزيز القدرة التنافسية للمدن في جذب الاستثمارات والمواهب من خلال توفير بنية تحتية رقمية متطورة.
دور المنظمات الدولية في تطوير قطاع الاتصالات
شارك في المؤتمر ممثلون عن الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) والرابطة العالمية للنطاق العريض (WBBA)، مما أضفى بعداً دولياً على المناقشات وسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في تطوير قطاع الاتصالات. يلعب الاتحاد الدولي للاتصالات، بصفته وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، دوراً محورياً في وضع المعايير التقنية وتنسيق استخدام الطيف الترددي على المستوى العالمي.
من جانبها، تعمل الرابطة العالمية للنطاق العريض على تعزيز أهمية النطاق العريض في أجندة التنمية العالمية، من خلال جمع قادة من القطاعين العام والخاص لتطوير سياسات واستراتيجيات فعالة. يمكن الاطلاع على المبادرات والتوصيات الأخيرة للاتحاد عبر موقع الاتحاد الدولي للاتصالات.
تشمل المساهمات الرئيسية لهذه المنظمات الدولية في تطوير قطاع الاتصالات:
•توفير إطار تنظيمي عالمي يسهل التشغيل البيني للشبكات والخدمات عبر الحدود.
•تقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات للهيئات التنظيمية في الدول النامية.
•تسهيل تبادل أفضل الممارسات والدروس المستفادة بين الدول المختلفة.
•تنسيق الجهود العالمية لسد الفجوة الرقمية وتحقيق الشمول الرقمي.
دور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر
أبرز المؤتمر الدور المحوري الذي يلعبه الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر في تطوير قطاع الاتصالات وتعزيز المنافسة وحماية مصالح المستهلكين. وقد أكد الدكتور حسام عبد المولى، نائب الرئيس للشؤون الفنية والجودة في الجهاز، على أهمية “تعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين الجهات التنظيمية وقادة القطاع والمنظمات الدولية” لرسم ملامح مستقبل تنظيم الاتصالات في المنطقة.
يتبنى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات نهجاً تنظيمياً مبنياً على البيانات، مما يمكنه من اتخاذ قرارات أكثر فعالية وشفافية. يمكن الاطلاع على المبادرات والإنجازات الأخيرة للجهاز عبر موقع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.
تشمل المساهمات الرئيسية للجهاز في تطوير قطاع الاتصالات في مصر:
•تعزيز المنافسة العادلة بين مشغلي الاتصالات، مما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات وخفض الأسعار.
•وضع وتنفيذ معايير جودة الخدمة لضمان حصول المستهلكين على خدمات اتصالات عالية الجودة.
•تنظيم استخدام الطيف الترددي بكفاءة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لخدمات الاتصالات المتنقلة.
•تعزيز الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات من خلال توفير بيئة تنظيمية مستقرة وشفافة.
مستقبل تنظيم الاتصالات
استعرضت أوكلا خلال المؤتمر استراتيجيتها الخاصة بتطوير محفظة منتجاتها، التي تتمحور حول منصة بيانات موحّدة تتجاوز مقاييس جودة الخدمة التقليدية، لتوفر رؤى أعمق حول أداء الشبكات وتجارب المستخدمين. وتعتمد حلول الشركة بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات لتحليل كميات هائلة من البيانات وتقديم توصيات عملية تُمكّن المشغلين من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً والارتقاء بتجارب الاتصال.
تشمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الشبكات التي تطورها أوكلا:
•التنبؤ بالمشكلات المحتملة في الشبكة قبل حدوثها، مما يتيح الصيانة الوقائية وتقليل فترات انقطاع الخدمة.
•تحسين توزيع موارد الشبكة بناءً على أنماط الاستخدام المتوقعة، مما يعزز كفاءة استخدام البنية التحتية.
•تحليل تجربة المستخدم بشكل شامل عبر مختلف التطبيقات والخدمات، وليس فقط قياس السرعة.
•تقديم توصيات مخصصة لتحسين أداء الشبكة بناءً على الظروف المحلية والاحتياجات الخاصة.
يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول حلول أوكلا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي عبر موقع Speedtest.
كيفية استفادة الجهات التنظيمية من أدوات جمع البيانات وتحليلاتها المتقدمة
شدّدت الجلسات التي أقيمت خلال المؤتمر على ضرورة استفادة الجهات التنظيمية من أدوات جمع البيانات وتحليلاتها المتقدمة لتعزيز الشفافية واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. ومع تزايد تعقيد شبكات الاتصالات والخدمات الرقمية، تصبح تحليلات البيانات المتقدمة أداة لا غنى عنها للهيئات التنظيمية لفهم ديناميكيات السوق وتحديد المجالات التي تتطلب تدخلاً تنظيمياً.
تشمل الفوائد الرئيسية لاستخدام تحليلات البيانات المتقدمة في تنظيم الاتصالات:
•تعزيز الشفافية في قطاع الاتصالات من خلال توفير معلومات دقيقة وموثوقة عن أداء الشبكات وجودة الخدمات.
•تحسين المساءلة من خلال مراقبة مدى التزام المشغلين بالتزاماتهم التنظيمية والتعاقدية.
•تمكين صناع السياسات من تقييم تأثير السياسات والإجراءات التنظيمية بشكل أكثر دقة.
•تحديد الاتجاهات والقضايا الناشئة في السوق، مما يتيح استجابة تنظيمية استباقية بدلاً من رد الفعل.
التحديات المستقبلية في تنظيم الاتصالات ودور التعاون الإقليمي
ناقش المشاركون في المؤتمر التحديات المستقبلية في تنظيم الاتصالات، وأهمية التعاون الإقليمي في مواجهتها. مع تزايد الطابع العابر للحدود للخدمات الرقمية، تصبح الحلول الوطنية المعزولة أقل فعالية، مما يستدعي تنسيقاً أكبر بين الهيئات التنظيمية في المنطقة.
تشمل تحديات تنظيم الاتصالات الرئيسية التي تواجه المنطقة:
•تنظيم المنصات الرقمية العالمية التي تقدم خدمات عبر الحدود دون وجود فعلي في الأسواق المحلية.
•ضمان أمن وخصوصية البيانات في بيئة رقمية متزايدة التعقيد والترابط.
•مواكبة التطور السريع للتكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وتطوير أطر تنظيمية مناسبة لها.
•تحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار وحماية المستهلكين والمصلحة العامة.
يمكن للتعاون الإقليمي أن يساهم في مواجهة هذه التحديات من خلال:
•تنسيق السياسات والأطر التنظيمية لتجنب التناقضات والثغرات التي يمكن استغلالها.
•تبادل الخبرات والموارد، خاصة في مجالات مثل أمن السيبراني وإدارة الطيف الترددي.
•تطوير مواقف مشتركة في المحافل الدولية لتعزيز مصالح المنطقة.
•تنفيذ مشاريع مشتركة لتطوير البنية التحتية العابرة للحدود وتعزيز الترابط الإقليمي.
نحو بنية تحتية رقمية أكثر كفاءة وشمولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا
يمثل مؤتمر تنظيم الاتصالات للشرق الأوسط وأفريقيا الذي نظمته أوكلا بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات خطوة مهمة نحو تطوير بنية تحتية رقمية أكثر كفاءة وشمولاً في المنطقة. من خلال تسليط الضوء على أهمية البيانات والتكنولوجيا في تحسين جودة خدمات الاتصالات، قدم المؤتمر رؤى قيمة حول كيفية تعزيز دور تنظيم الاتصالات في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
مع استمرار التحول الرقمي في المنطقة، ستزداد أهمية الاعتماد على البيانات في صناعة القرار التنظيمي والاستثماري. وسيكون للتعاون بين الهيئات التنظيمية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية دور حاسم في ضمان أن تساهم البنية التحتية الرقمية في تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام.
يتطلب المستقبل نهجاً تنظيمياً أكثر مرونة وابتكاراً، قادراً على مواكبة التطور السريع للتكنولوجيا وتلبية الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين والشركات. ومن خلال الاستفادة من أدوات مثل بيانات التعهيد الجماعي والذكاء الاصطناعي، يمكن للهيئات التنظيمية أن تلعب دوراً أكثر فعالية في تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة.
أهمية جائزة أوكلا (Speedtest Awards) في قطاع الاتصالات العالمي
تمثل جائزة أوكلا (Speedtest Awards) واحدة من أرفع الجوائز العالمية في قطاع الاتصالات، وتحظى بمكانة مرموقة نظراً لاعتمادها على بيانات موضوعية وشاملة. تمنح هذه الجائزة لمشغلي الاتصالات المتميزين في مجالات السرعة والتغطية وجودة الخدمة، استناداً إلى ملايين الاختبارات التي يجريها المستخدمون الحقيقيون عبر منصة Speedtest.
تكمن أهمية جائزة أوكلا في كونها:
1.معياراً موثوقاً للمستهلكين: تساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات مستنيرة عند اختيار مزودي خدمات الاتصالات، مما يعزز الشفافية في السوق.
2.حافزاً للمنافسة الإيجابية: تدفع مشغلي الاتصالات نحو الاستثمار المستمر في تحسين شبكاتهم وخدماتهم لتحقيق مراكز متقدمة في تصنيفات أوكلا.
3.مؤشراً اقتصادياً: تعكس مستوى تطور البنية التحتية الرقمية في الدول والمناطق المختلفة، مما يؤثر على قدرتها التنافسية في الاقتصاد الرقمي العالمي.
4.أداة تسويقية قوية: تستخدمها شركات الاتصالات الفائزة كدليل موضوعي على تفوق خدماتها، مما يعزز من قيمة علامتها التجارية وحصتها السوقية.
تعتمد منهجية التقييم في جوائز أوكلا على تحليل دقيق للبيانات خلال فترة زمنية محددة (عادة ستة أشهر)، مع مراعاة عوامل مثل حجم العينة وتوزيعها الجغرافي لضمان تمثيل دقيق لتجربة المستخدم الفعلية.

دور أوكلا في تعزيز الشفافية وتحفيز المنافسة في أسواق الاتصالات العالمية
تلعب أوكلا دوراً محورياً في تعزيز الشفافية وتحفيز المنافسة في أسواق الاتصالات العالمية من خلال إصدارها الدوري لـتقرير عالمي عن سرعات الإنترنت (Speedtest Global Index). يقدم هذا التقرير تصنيفاً شهرياً لأكثر من 180 دولة حول العالم بناءً على متوسط سرعات الإنترنت الثابت والمتنقل، مما يوفر مقياساً موضوعياً لمقارنة أداء البنية التحتية الرقمية بين الدول المختلفة.
يساهم هذا المؤشر العالمي في:
•تحفيز الحكومات على تطوير سياسات واستراتيجيات وطنية لتحسين البنية التحتية للاتصالات، خاصة عندما تتراجع مرتبة الدولة في التصنيف العالمي.
•توجيه قرارات الاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تعد جودة البنية التحتية الرقمية عاملاً حاسماً في جذب الاستثمارات في قطاعات الاقتصاد الرقمي.
•تمكين الهيئات التنظيمية من تقييم فعالية سياساتها وإجراءاتها في تعزيز المنافسة وتحسين جودة الخدمات.
•توفير بيانات قيّمة للباحثين والمحللين الاقتصاديين لدراسة العلاقة بين تطور البنية التحتية الرقمية والنمو الاقتصادي.
يمكن الاطلاع على أحدث البيانات والتصنيفات العالمية عبر Speedtest Global Index، الذي يعد مرجعاً أساسياً للمهتمين بتطور قطاع الاتصالات على المستوى العالمي.
تُعد أوكلا (Ookla) واحدة من أبرز الشركات العالمية المتخصصة في مجال قياس سرعة الإنترنت وتحليل أداء الشبكات، وقد تأسست عام 2006 لتصبح مرجعاً عالمياً موثوقاً في تقييم جودة خدمات الاتصالات. اشتهرت الشركة بتطويرها لمنصة Speedtest، التي تُعد الأداة الأكثر استخداماً عالمياً لقياس سرعة الإنترنت، حيث تُجرى من خلالها أكثر من 10 ملايين اختبار يومياً في مختلف أنحاء العالم، مما يوفر قاعدة بيانات ضخمة وفريدة من نوعها حول أداء شبكات الاتصالات العالمية.
تتميز منهجية أوكلا بالاعتماد على بيانات التعهيد الجماعي الحقيقية التي يتم جمعها من تجارب المستخدمين الفعلية، مما يمنحها مصداقية عالية تفوق الاختبارات المخبرية المحدودة. وقد طورت الشركة على مدار السنوات مجموعة متكاملة من الحلول التحليلية المتقدمة التي تساعد مشغلي الاتصالات والهيئات التنظيمية على فهم أعمق لأداء الشبكات وتحديد مجالات التحسين. يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول خدمات الشركة وتقنياتها المبتكرة عبر موقع أوكلا الرسمي.