مصر تضيء مستقبلها الأخضر:
أخبار مصراستثمار

  مشروع أوبيليسك للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات يحصل على تمويل ضخم

كتب: التقرير
  • في خطوة تاريخية نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، أعلنت المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي (BII)، والبنك الإفريقي للتنمية (AfDB)، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) عن تقديم تمويل مشترك بقيمة 479.1 مليون دولار أمريكي لمشروع “أوبيليسك للطاقة الشمسية” الرائد في مصر. يمثل هذا المشروع، الذي يجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات على نطاق واسع، علامة فارقة في مسيرة مصر نحو تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية.

شراكة دولية لدعم تحول الطاقة في مصر

يُعد مشروع أوبيليسك للطاقة الشمسية، وهو شركة ذات غرض خاص مملوكة بالكامل لشركة “سكاتك” النرويجية الرائدة في حلول الطاقة المتجددة، أول محطة متكاملة للطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في مصر. يهدف المشروع إلى بناء محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 1.1 جيجاوات مدمجة مع نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات بسعة 200 ميجاوات/ساعة في منطقة نجع حمادي بمصر [1].

يأتي هذا التمويل الضخم ليغطي ما يقرب من 80% من التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروع المقدرة بـ 590 مليون دولار أمريكي، مما يؤكد الثقة الدولية في إمكانات مصر في مجال الطاقة المتجددة والتزامها بتحقيق التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن يوفر المشروع طاقة نظيفة يمكن التحكم بها، ويعزز استقرار الشبكة الكهربائية، ويدير الطلب في أوقات الذروة، مما يساهم بشكل كبير في تلبية احتياجات مصر المتزايدة من الطاقة.

تفاصيل التمويل من الجهات الدولية: المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي (BII) قدمت BII [2] تمويلًا بقيمة 100 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى منحة قابلة للاسترداد بقيمة 15 مليون دولار. تهدف هذه المنحة إلى خفض التكلفة الإجمالية لجزء تخزين البطاريات من المشروع، مما يجعله أكثر قابلية للتمويل وجاذبًا للقطاع الخاص، ويقدم نموذجًا يحتذى به للاستثمارات المستقبلية في هذا المجال الحيوي.

البنك الإفريقي للتنمية (AfDB): ساهم البنك الإفريقي للتنمية [3] بحزمة تمويل بلغت 184.1 مليون دولار أمريكي. تشمل هذه الحزمة 125.5 مليون دولار من الموارد العادية للبنك، و20 مليون دولار من صندوق الطاقة المستدامة لإفريقيا التابع للبنك، و18.6 مليون دولار من صندوق المناخ الكندي التابع للبنك. كما سيتم ضخ 20 مليون دولار إضافية من خلال صندوق التكنولوجيا النظيفة التابع لصناديق الاستثمار المناخي (CIF) عبر البنك.

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD):** قدم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية [4] حزمة تمويل تصل إلى 173.5 مليون دولار أمريكي. يتضمن هذا التمويل 101.9 مليون دولار بضمان حماية من الخسائر الأولى مقدمة من صندوق التنمية المستدامة الأوروبي (EFSD+) لمدة 18 عامًا، بالإضافة إلى منحة بقيمة 6.5 مليون دولار من صندوق المساهمين الخاص بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

مشروع رائد يدعم أهداف مصر الخضراء

يُعد مشروع أوبيليسك للطاقة الشمسية علامة فارقة في مسار تحول الطاقة في مصر، حيث يمثل أول مشروع بهذا الحجم يجمع بين الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات. ومن المتوقع أن يولّد المشروع نحو 3000 جيجاوات/ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، مما سيساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 1.4 مليون طن متري سنويًا [5]. يدعم هذا الإنجاز الكبير أهداف مصر الطموحة للوصول إلى 42% من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها بحلول عام 2030.

سيتم تطوير المحطة المتكاملة للطاقة على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى 561 ميجاوات من الطاقة الشمسية و100 ميجاوات/200 ميجاوات ساعة من تخزين البطاريات، ومن المتوقع بدء تشغيلها في النصف الأول من عام 2026. أما المرحلة الثانية، فستشمل 564 ميجاوات إضافية من الطاقة الشمسية، ومن المتوقع تشغيلها في النصف الثاني من عام 2026. وسيتم بيع الطاقة المنتجة بموجب اتفاقية شراء طاقة بالدولار الأمريكي لمدة 25 عامًا مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، ومدعومة بضمان سيادي، مما يضمن استدامة المشروع على المدى الطويل.

عبر المسؤولون من الجهات الممولة والشركة المنفذة عن تفاؤلهم بالمشروع وتأثيره الإيجابي على قطاع الطاقة في مصر:

شيرين شهدي، مديرة مكتب مصر والمديرة الإقليمية لشمال إفريقيا بالمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII، صرحت قائلة: “يعكس تمويلنا لهذا المشروع البارز التزام المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي بقيادة الجيل القادم من مشروعات البنية التحتية للطاقة المتجددة، لدعم مستقبل مصر المستدام. من خلال تزويد الشركات المحلية بطاقة نظيفة، نُسهم في دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في مختلف المجتمعات. ويأتي هذا استكمالًا لاتفاقنا البالغ 190 مليون دولار لتمويل محطة طاقة الرياح في خليج السويس بقدرة 1.1 جيجاوات، مما يسلّط الضوء على دورنا المحوري في دفع عملية التحول في قطاع الطاقة في مصر وشمال إفريقيا.

والي شونيباري، مدير حلول التمويل والسياسات واللوائح الخاصة بالطاقة في البنك الإفريقي للتنمية (AfDB)، علق قائلًا: “يجسد هذا المشروع الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في إفريقيا، ويُظهر كيف يمكن للشراكات القوية والحلول المبتكرة أن تُسرّع انتقال الطاقة وتعزز التنمية الاقتصادية المستدامة. وهذا المشروع يتمتع بإمكانات كبيرة للتكرار والتنفيذ في جميع أنحاء القارة.

هاري بويد-كاربنتر، المدير الإداري للبنية التحتية المستدامة في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، أشار إلى أن: يسعدنا العمل مع شركائنا الدائمين سكاتك والبنك الإفريقي للتنمية، والمؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي BII لدعم هذا المشروع التحويلي. فهذا المشروع يرتقي بتحول الطاقة الخضراء في مصر إلى مستوى جديد، حيث يستغل طاقة الشمس نهارًا وليلاً من خلال الدمج بين الطاقة الشمسية والتخزين بالبطاريات. والمشروع يُعالج الطلب المتزايد على الكهرباء ويُقلل الحاجة لاستيراد الوقود الأحفوري المكلف، كما يُساهم في أهداف مبادرة نكسس للماء والغذاء والطاقة التي أطلقتها مصر في COP27، والتي يُعد EBRD شريكًا رئيسيًا بها في قطاع الطاقة.

تيري بيلسكوج، الرئيس التنفيذي لشركة سكاتك،** علق قائلًا: “يمثل هذا المشروع خطوة كبيرة في مسيرة سكاتك، ويؤكد قدرتنا على تنفيذ مشروعات هجينة على نطاق واسع. ونحن فخورون بالشراكة مع مؤسسات تمويل التنمية الرائدة لدعم طموحات مصر في الطاقة النظيفة، ونتطلع إلى تنفيذ هذا المشروع المهم مع شركائنا.

ستيفانو سانيينو، المدير العام لإدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج بالمفوضية الأوروبية، أكد أن إطلاق الاتحاد الأوروبي هو آلية ضمان الاستثمار للتنمية بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وهي منصة إستراتيجية تهدف إلى تسريع تنفيذ مشروعات استثمارية ضخمة في مصر. ويمثل هذا المشروع مثالًا ملموسًا على التعاون المثمر بين الاتحاد الأوروبي وEBRD لدعم التحول الأخضر في مصر من خلال استثمار واسع النطاق. ويتيح الضمان الأوروبي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تقديم تمويلات إلى جانب ممولين آخرين لإيجاد حلول متكاملة ومبتكرة لجذب المستثمرين من القطاع الخاص.

يُعد مشروع أوبيليسك للطاقة الشمسية نموذجًا يحتذى به للتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة، ويؤكد التزام مصر بتحقيق أهدافها في مجال التنمية المستدامة. ومع استمرار الجهود لتنويع مصادر الطاقة وزيادة حصة الطاقة المتجددة، فإن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودفع أهداف إزالة الكربون في البلاد، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا واستدامة لمصر والمنطقة.