شراكة استراتيجية بين المصرية للاتصالات وKareXpert لرقمنة القطاع الصحي

في خطوة استراتيجية تهدف الي بناء وتعزيز البنية التحتية الرقمية للرعاية الصحية في مصر، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات، الرائدة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن توقيع مذكرة تفاهم محورية مع شركة KareXpert، المتخصصة عالميًا في حلول تكنولوجيا الرعاية الصحية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

يمثل هذا التحالف نقطة تحول جوهرية في مسيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي المصري، ويهدف إلى إطلاق منصة صحية رقمية متكاملة من شأنها أن تحدث ثورة في طريقة تقديم الخدمات الطبية وإدارة البيانات الصحية على مستوى الجمهورية. تأتي هذه المبادرة في إطار التزام مصر بتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، والتي تضع الرعاية الصحية الرقمية في صميم أولوياتها لتحسين جودة الخدمات وكفاءة التشغيل.

تتجاوز مذكرة التفاهم الموقعة بين المصرية للاتصالات وKareXpert مجرد اتفاقية تعاون؛ إنها تمثل نموذجًا للتحالفات الاستراتيجية التي تهدف إلى تسخير التكنولوجيا لخدمة التنمية الشاملة. ترتكز هذه الشراكة على عدة محاور رئيسية:

تعتبر المنصة المزمع إطلاقها حجر الزاوية في هذه الشراكة، حيث صُممت لتكون منظومة صحية رقمية متكاملة تجمع بين عدة مكونات حيوية: نظام إدارة معلومات المستشفيات (HIMS)، السجلات الطبية الإلكترونية الموحدة (EHR)، وحلول دورة الإيرادات. هذا التكامل يضمن للمستشفيات والمنشآت الطبية رؤية شاملة وموحدة لبياناتها السريرية والإدارية، مما يعزز من كفاءة التشغيل ويقلل الأخطاء البشرية. الهدف هو تحقيق أفضل الممارسات العالمية في إدارة الرعاية الصحية، مع التركيز على تبسيط الإجراءات وتحسين تجربة المريض.

أحد أبرز مميزات هذه المنظومة هو استضافتها محليًا داخل مراكز بيانات المصرية للاتصالات، والتي تتميز بأعلى معايير الأمان والخصوصية. تضمن هذه السحابة المؤمَّنة سيادة كاملة على المعلومات الصحية الحساسة، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل تزايد المخاوف بشأن أمن البيانات. كما توفر البنية السحابية المرونة اللازمة لإضافة وتكامل تقنيات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية وإنترنت الأشياء (IoT)، مما يفتح آفاقًا جديدة للابتكار في تقديم الخدمات الصحية.

تسهم المنظومة الجديدة في تعزيز كفاءة التشغيل داخل المنشآت الطبية من خلال الاندماج السلس مع الأنظمة القائمة وتبسيط إجراءات الفوترة. يوفر مسار الدفع الرقمي الموحد تسريعًا في تحصيل الإيرادات، مع الحفاظ على خصوصية البيانات والامتثال للضوابط التنظيمية الصارمة. هذا الجانب الاقتصادي للمنظومة يعود بالنفع على المستشفيات من خلال تحسين الأداء المالي والاستدامة.

تتماشى هذه الشراكة الاستراتيجية بشكل وثيق مع أهداف رؤية مصر 2030، التي تضع التحول الرقمي كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. تهدف الرؤية إلى بناء مجتمع رقمي متكامل، والقطاع الصحي هو أحد أهم القطاعات المستهدفة بهذا التحول. تستثمر المصرية للاتصالات بشكل كبير في شبكات الألياف الضوئية ومراكز البيانات، محولة هذه القدرات إلى حلول رقمية متطورة تدعم القطاعات الحيوية وتدفع عجلة التحول الرقمي.

تكتسب هذه المنظومة أهمية خاصة في سياق تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر. من خلال ربط المركز الدولي للعيون بالإسماعيلية كأول جهة طبية تعتمد المنظومة الجديدة، تمهد هذه الخطوة الطريق لرقمنة خدمات الرعاية الصحية على مستوى الجمهورية، مما يضمن وصولاً ميسراً وموثوقاً للخدمات الصحية لجميع المواطنين. هذا التكامل بين التكنولوجيا والتأمين الصحي يعزز من فعالية المنظومة الصحية ويضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية.

تفتح هذه الشراكة آفاقًا واسعة لمستقبل الرعاية الصحية في مصر، حيث يمكن للمنصة أن تتطور لتشمل المزيد من التطبيقات المبتكرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء. ومع ذلك، لا تخلو هذه المسيرة من التحديات، مثل الحاجة إلى تدريب الكوادر البشرية على استخدام التقنيات الجديدة، وضمان التبني الواسع للمنظومة من قبل جميع المنشآت الطبية، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بأمن المعلومات والخصوصية في بيئة رقمية متطورة. إلا أن الالتزام القوي من جانب المصرية للاتصالات وKareXpert، ودعم الدولة المصرية، يبشر بمستقبل واعد للرعاية الصحية الرقمية في البلاد.

يمثل التحالف الاستراتيجي بين المصرية للاتصالات وKareXpert نموذجًا رائدًا للتعاون بين قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، بهدف تحقيق قفزة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في مصر. من خلال توفير منصة صحية رقمية متكاملة تعتمد على أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والسحابة المؤمَّنة، تسعى هذه الشراكة إلى تعزيز كفاءة التشغيل، وتحسين تجربة المريض، وضمان خصوصية البيانات، بما يتماشى مع طموحات رؤية مصر 2030 في بناء مجتمع رقمي مزدهر. إن التزام الأطراف المعنية بهذا المشروع الواعد، بدءًا من توقيع مذكرة التفاهم وصولاً إلى التطبيق الفعلي في المركز الدولي للعيون بالإسماعيلية، يؤكد على الجدية في تحقيق التحول الرقمي في القطاع الصحي، ويفتح الباب أمام مستقبل أكثر إشراقًا للرعاية الصحية في مصر.