أخبار مصراقتصاد

 حريق سنترال رمسيس.. تفاصيل الكارثة وتصريحات المسؤولين

كتب: التقرير
شهدت العاصمة المصرية مساء اليوم حادثًا مروعًا، حيث اندلع حريق هائل في مبنى سنترال رمسيس التاريخي بوسط القاهرة، مسببًا حالة من الذعر والشلل في شرايين الاتصالات المصرية. الحريق، الذي بدأ في الطابق السابع من المبنى، أثار تساؤلات حول أسباب الحادث وتداعياته على البنية التحتية للاتصالات في البلاد.
تفاصيل الحريق وجهود السيطرة:
تلقّت غرفة عمليات النجدة بلاغًا في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً، يفيد بتصاعد كثيف للأدخنة من الطابق السابع بسنترال رمسيس. سرعان ما تحولت الأدخنة إلى ألسنة لهب ضخمة، التهمت الأدوار العليا للمبنى بسرعة مذهلة، وغطت سحب الدخان الأسود سماء وسط البلد بالكامل.
دفعت قوات الحماية المدنية بأكثر من 10 سيارات إطفاء، مزودة بسلالم هيدروليكية، في محاولة للسيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى المباني المجاورة. أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن “قوات الحماية المدنية تمكنت من السيطرة على الحريق بعد جهود مكثفة استمرت لساعات، وتم إخماد النيران بالكامل”.
الإصابات والتأثير على الخدمات:
أسفر الحريق عن إصابة 21 شخصًا بحالات اختناق وحروق، تم نقل 14 منهم إلى مستشفى القبطي لتلقي العلاج. أكدت وزارة الصحة والسكان في بيان لها أن “جميع الإصابات بسيطة إلى متوسطة، ولا توجد وفيات حتى الآن”.
تسبب الحريق في تعطل جزئي لخدمات الاتصالات والإنترنت للهواتف المحمولة في محيط وسط البلد، وامتد التأثير ليشمل بعض مناطق القاهرة والجيزة. كما أثر الحريق على خدمات الهاتف الأرضي وتطبيق “إنستا باي” الذي يستخدمه ملايين المصريين في تعاملاتهم المالية.
تصريحات رسمية وتطمينات:
أصدر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بيانًا رسميًا أكد فيه أن “الحريق أدى إلى تعطل مؤقت لخدمات الاتصالات، وأن العمل جارٍ على استعادة الخدمة تدريجيًا خلال الساعات القليلة القادمة”.
وأضاف البيان أن “فرق الدعم الفني تتابع الموقف لاستقرار الشبكات، وسيتم حصر جميع الخدمات والعملاء المتأثرين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عودة الخدمة بشكل كامل وتعويض العملاء المتضررين”.
من جانبها، أشارت محافظة القاهرة في بيان لها إلى أن “الحريق نشب في عدد من المكاتب الإدارية دون إصابات أو وفيات حتى الآن”، مؤكدة على “تضافر جهود جميع الجهات المعنية للتعامل مع تداعيات الحادث”.
التحقيقات الجارية:
لم يتم تحديد السبب الرئيسي لاندلاع الحريق بشكل قاطع حتى الآن. تشير المعاينة الأولية إلى أن الحريق بدأ في المكاتب الإدارية بالطابق السابع، ويرجح أن يكون السبب ماسًا كهربائيًا.
بدأت النيابة العامة تحقيقاتها العاجلة، وانتقل فريق من خبراء الأدلة الجنائية والمعمل الجنائي لمعاينة الموقع وحصر الخسائر ورفع آثار الحريق للوقوف على أسبابه. كما تستمع المباحث لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات الواقعة. تم تشكيل لجنة هندسية لبيان مدى تأثر مبنى السنترال.
تداعيات وتساؤلات:
يُعد سنترال رمسيس أحد أهم وأقدم مراكز الاتصالات في مصر، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1927. يثير هذا الحادث تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية للاتصالات في مصر لمواجهة مثل هذه الطوارئ، ومدى توفر بدائل تضمن استمرارية الخدمات في حال وقوع حوادث مماثلة مستقبلًا. كما أثارت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي مخاوف بشأن عدم اعتماد مصر على بدائل أخرى في حال حدوث أي مكروه لسنترال رمسيس المركزي، مما يستدعي التفكير في طرح بدائل لحماية التكنولوجيا والاتصالات.