في ليلة فنية استثنائية، افتتح الفنان الأردني الكبير عمر العبداللات فعاليات الدورة الـ39 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، التي أقيمت على المسرح الشمالي في المدينة الأثرية، وسط حضور رسمي عربي وجمهور غفير، أعلن خلالها “صوت الأردن” انطلاقة واحدة من أعرق التظاهرات الثقافية في العالم العربي.
أداء وطني مهيب وسط تفاعل جماهيري واسع
افتتح العبداللات فقرته الفنية بأداء ملحمي لأغنيته الوطنية الشهيرة “أردن يا وطنا”، من كلمات الشاعر الكبير حيدر محمود، وألحانه الخاصة، بتوزيع أيمن عبدالله، حيث لاقت الأغنية تفاعلاً عاطفياً من الحضور، عكس عمق الانتماء الوطني.
أغاني خالدة… ورسالة تضامن لفلسطين
في إطلالته الثانية، قدّم مجموعة من أشهر أعماله الغنائية التي رددها الجمهور معه بحماسة، فيما خصّ فلسطين وغزة بأغنية خاصة بعنوان “يا جبل ما يهزك ريح”، من كلماته وألحانه، وتوزيع محمد القيسي، قائلاً:
“فلسطين تسكن القلب، وغزة عنوان للكرامة والصمود… الفن هو صوتنا في إيصال الرسالة ورفض الظلم بكل أشكاله.”
مهرجان جرش… البيت الثقافي الأول
وفي تصريح له على هامش الحفل، عبّر العبداللات عن فخره المستمر بالمشاركة في جرش، قائلاً:
“كل مرة أقف فيها على هذا المسرح، أشعر أنني أعود إلى حضن الأردن الذي أفتخر بالانتماء إليه.”
حضور رسمي عربي
شهد الحفل حضور دولة رئيس الوزراء د. جعفر حسان وعدد من الوزراء العرب والمسؤولين الثقافيين، ما يعكس أهمية المهرجان كمنصة ثقافية إقليمية.
يُعد مهرجان جرش من أقدم وأهم المهرجانات الثقافية في العالم العربي، ويستقطب سنوياً عشرات الآلاف من الزوار والمهتمين بالفن والثقافة من مختلف الدول.
ويمكن متابعة فعاليات الدورة الحالية عبر الموقع الرسمي: www.jerashfestival.jo
يُعد الفنان عمر العبداللات أحد أبرز رموز الأغنية الأردنية والعربية، ولقّب بـ**”صوت الأردن”** لتفرده في تقديم الفن الوطني والبدوي بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة. انطلقت مسيرته في أواخر الثمانينيات، وتميز منذ بداياته بإحياء التراث الأردني والموسيقى البدوية من خلال أعمال خالدة مثل “هاشمي هاشمي” و**”أردن يا وطنا”**.
يمتلك العبداللات رصيدًا ضخمًا من الأغاني الوطنية والعاطفية والاجتماعية، كما يُعرف بقدرته على التلحين وكتابة الكلمات، وبتقديمه أعمالاً لنجوم عرب.
شارك في مهرجانات عربية ودولية مرموقة، من بينها مهرجان جرش وإكسبو دبي 2020، وكان ممثلاً للأردن في أوبريتات جماعية مثل “الحلم العربي”.
نال العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها وسام الثقافة والعلوم والفنون – مستوى التألق من فلسطين، وجائزة الدولة التقديرية للفنون في الأردن. كما كُرّم في عدة دول عربية لدوره الفني والإنساني، ليصبح رمزًا للهوية الأردنية ووجهًا مشرفًا للفن العربي المعاصر.
