في خطوة تعكس مزيجًا فريدًا بين الحضارة المصرية العريقة وأدوات العصر الرقمي، أعلنت المتحدة للخدمات الإعلامية عن توقيع مذكرة تفاهم مع منصة تيك توك (TikTok) لتصبح الشريك الرقمي الرسمي لحفل الافتتاح التاريخي لـ المتحف المصري الكبير المقرر في نوفمبر 2025.
وتستهدف هذه الشراكة الاستراتيجية نقل قصة مصر الحضارية إلى جمهور عالمي يتجاوز المليار مستخدم نشط على المنصة، في لحظة فارقة تعزز مكانة مصر كـ وجهة ثقافية وسياحية رائدة.
توظيف التكنولوجيا لدعم السياحة الثقافية
ستعمل المبادرة على بث فعاليات الافتتاح عبر TikTok LIVE، بما يضمن متابعة ملايين المشاهدين حول العالم لهذا الحدث التاريخي لحظة بلحظة، مع إطلاق فلاتر رقمية وهدايا افتراضية مستوحاة من التراث المصري (مثل الجعران الفرعوني والأهرامات ورمسيس)، إلى جانب قوالب CapCut تمنح المستخدمين فرصة إنتاج محتوى إبداعي يروي قصة مصر بطريقة عصرية.
كما تستضيف المنصة فعالية “ليلة في المتحف” (Night at the Museum)، حيث سيحظى صناع محتوى عالميون بجولة حصرية بعد ساعات العمل داخل المتحف، لعرض أسرار الحضارة المصرية لمتابعيهم عبر البث المباشر.
تصريحات رسمية تعكس الأبعاد الاستراتيجية
قال طارق مخلوف، العضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، إن التعاون مع تيك توك يعكس رؤية الشركة في توظيف المنصات الرقمية الرائدة لتعزيز صورة مصر عالميًا ودعم شركاء الحدث الرئيسيين مثل مصر للطيران، مجموعة طلعت مصطفى، حديد عز، البنك الأهلي المصري، مجموعة منصور، وشركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية.
من جانبه، أكد وائل عزت، المدير الإقليمي للسياسات العامة بتيك توك في مصر وشمال أفريقيا، أن هذه الشراكة تمثل التقاء التكنولوجيا مع التراث لإبداع تجربة رقمية تلهم جمهورًا عالميًا متنوعًا.
انعكاسات اقتصادية وثقافية
تمثل هذه الخطوة جزءًا من التوجه الحكومي لتبني التسويق الرقمي للسياحة الثقافية، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي. وتشير تقارير حديثة إلى أن سوق البث المباشر قد يصل إلى 17.8 مليار دولار بحلول 2030، مدعومًا بزيادة الاعتماد على أدوات مثل TikTok LIVE التي شهدت مشاركة أكثر من 100 مليون مبدع في 2024 فقط.
كما تتوج الجهود العالمية لتسويق الحدث بحصول مصر على المرتبة الأولى عالميًا ضمن قائمة الدول ذات “أغنى تاريخ” بحسب تصنيف US News 2025، وهو ما يعزز الثقة في قدرة مصر على تقديم حدث يضاهي أضخم الفعاليات الثقافية الدولية.
قراءة تحليلية
لا تقتصر هذه الشراكة على كونها اتفاقًا تقنيًا، بل تمثل إعادة تعريف للتسويق الثقافي المصري، حيث تتحول المنصات الرقمية إلى قنوات دبلوماسية ناعمة تعزز الهوية الحضارية للدولة. وفي ظل المنافسة السياحية العالمية، فإن اختيار تيك توك كشريك رسمي يضمن وصول رسالة مصر إلى شرائح شبابية واسعة، ما يفتح آفاقًا جديدة لزيادة أعداد السياح، وتعزيز الحضور المصري في الاقتصاد الرقمي العالمي.
وبذلك، يشكل افتتاح المتحف المصري الكبير بالشراكة مع تيك توك حدثًا عالميًا بامتياز، يتجاوز حدود الثقافة ليعكس قوة مصر الناعمة وقدرتها على الدمج بين التراث والابتكار الرقمي في معادلة واحدة.