حذّر المهندس حاتم القاضي، خبير الذكاء الاصطناعي والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Diamond Professional Consultant، من التسارع التاريخي في السباق العالمي نحو ما يُعرف بـ «الذكاء الخارق» (Superintelligence)، مؤكدًا أن السنوات المقبلة قد تشهد ظهور أنظمة تفوق القدرات البشرية، بما يعيد تشكيل موازين القوى على مستوى العالم.
وقال القاضي: ما نراه اليوم ليس مجرد تطور تقني، بل نقطة تحوّل ستغيّر قواعد اللعبة بالكامل. السؤال لم يعد: هل سنصل إلى الذكاء الخارق؟ بل: من سيصل أولًا؟ ولصالح من ستُوجَّه هذه القوة؟
وأوضح أن هذا السباق لم يعد حكرًا على الشركات التكنولوجية، بل أصبح سباقًا بين الدول، والمؤسسات البحثية، والتحالفات الاقتصادية والعسكرية، ما يستدعي استعدادًا وطنيًا مبكرًا لمنع التحول من **”صانع قرار” إلى “متلقٍّ”**.
البيانات المفتوحة… مفتاح جاهزية مصر
شدّد القاضي على أن تطبيق سياسة البيانات المفتوحة (Open Data) يمثل الخطوة الأهم لبناء منظومة ذكاء اصطناعي مصرية قادرة على المنافسة، موضحًا أن إتاحة البيانات الحكومية والاقتصادية والبحثية بشكل منظم وآمن، هو الوقود الحقيقي لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية تفهم الواقع المصري والعربي.
وأضاف: البيانات هي الوقود، والذكاء الاصطناعي هو المحرك… ومن يمتلك البيانات يمتلك المستقبل.
إستراتيجية وطنية وحوكمة مسؤولة
وحذّر القاضي من مخاطر الاعتماد الكامل على نماذج أجنبية قد تحمل أجندات ثقافية ومعرفية غير متوافقة مع المجتمعات العربية، داعيًا إلى: إنشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي.
تأسيس صندوق استثماري مصري للذكاء الاصطناعي.
دعم تطوير نماذج لغوية عربية تنافس عالميًا.
دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم والاقتصاد والحوكمة.
اختتم القاضي: الفرصة ما زالت قائمة… لكن النافذة تضيق سريعًا. من يتحرك اليوم سيضمن موقعًا في خريطة القوى الجديدة، ومن يتردد سيجد نفسه تابعًا لعالم تديره الآلات.
