في خطوة تُجسّد التحول النوعي الذي يشهده قطاع الاتصال المؤسسي في المنطقة، أعلنت شركة “تراكس” (TRACCS)، أكبر شبكة اتصال مستقلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن شراكة استراتيجية مع شركة “إينيجما” (Ainigma) البريطانية المتخصّصة في الذكاء الاصطناعي، بهدف إعادة تعريف مستقبل الاتصال المؤسسي عبر دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) في عمليات التواصل والابتكار المؤسسي.
تأتي الشراكة الجديدة على هامش المهرجان السعودي للإبداع “أثر”، الحدث الإقليمي الأبرز في تسليط الضوء على الإبداع والتقنيات الحديثة في المملكة العربية السعودية.
وتمثّل هذه الشراكة منعطفًا استراتيجيًا في رحلة تبنّي الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، إذ تجمع بين خبرة “تراكس” في الاتصال والعلاقات العامة وبين نهج “إينيجما” القائم على الذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان، لتقديم حلول متكاملة تعزز الإنتاجية والإبداع وتسرّع النمو المؤسسي.
ذكاء اصطناعي يعيد رسم ملامح اقتصاد المنطقة
تأتي هذه الشراكة في وقتٍ تشهد فيه المنطقة تسارعًا غير مسبوق في التحول الرقمي وتبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فوفقًا لتقرير شركة PwC، يُتوقع أن يُضيف الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى 320 مليار دولار أمريكي إلى اقتصادات الشرق الأوسط بحلول عام 2030، بينما تشير تقديرات McKinsey & Company إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي وحده قادر على ضخ ما بين 2.6 و4.4 تريليون دولار سنويًا في الاقتصاد العالمي.
وفي ظل هذه التحولات، تأتي رؤية “تراكس” لتؤكد أن مستقبل الاتصال المؤسسي لن يُبنى على المحتوى فحسب، بل على التحليل الذكي للبيانات وصياغة الرسائل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
عصر الذكاء المؤسسي
قال محمد العايد، الرئيس التنفيذي لشركة “تراكس”: “المستقبل القائم على الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا. ومع تسارع وتيرة التحول في المنطقة، جاءت شراكتنا مع ’إينيجما‘ في الوقت المناسب. نحن نعيد تعريف كيفية تواصل المؤسسات مع جماهيرها، ونقدّم أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي تمكّنها من صياغة قصص مؤثرة تدعم الاستراتيجيات الوطنية الطموحة.
وأضاف العايد أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) في منظومة الاتصال يُعدّ خطوة حاسمة نحو تحقيق كفاءة تشغيلية أعلى، وتحليل أعمق لسلوك الجمهور، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرار بناءً على البيانات.
التكنولوجيا في خدمة الإنسان
من جانبه، قال آرني موسلمان، الرئيس التنفيذي لشركة “إينيجما” (Ainigma): نحن نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يخدم الإنسان، لا أن يحلّ محلّه. شراكتنا مع ’تراكس‘ تهدف إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي بطريقة مسؤولة وإنسانية، بحيث تُسهم في تطوير المهارات داخل المؤسسات، وتغرس ثقافة الابتكار، وتدعم التحول الذكي المستدام.
وأشار موسلمان إلى أن النهج القائم على الإنسان Human-Centered AI بات عنصرًا محوريًا في نجاح المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي عالميًا، مؤكدًا أن هذا التوجه سيُعيد تعريف مستقبل العمل والاتصال في الشرق الأوسط.
تسريع التحول المؤسسي بالذكاء الاصطناعي
ستتيح الشراكة بين “تراكس” و**”إينيجما”** للمؤسسات في المنطقة تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال أطر عمل مخصّصة تراعي الثقافة المؤسسية المحلية.
وتهدف المبادرة إلى معالجة التحديات المتعلقة بـجاهزية الكفاءات البشرية، التحول الثقافي داخل المؤسسات، البنية التحتية التقنية للذكاء الاصطناعي.
وذلك عبر برامج تدريبية واستشارات موجهة تساعد على بناء استراتيجيات متينة لتطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال ومستدام.
تُعد “تراكس“ أكبر شركة استشارات اتصالية مستقلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بخبرة تمتد لأكثر من 27 عاماً.
وتضم أكثر من 200 خبير اتصال يعملون في 12 مكتباً إقليمياً ضمن 11 دولة، وتتخذ من جدة، المملكة العربية السعودية مقرًا رئيسيًا لها.
تقدم الشركة حلولًا متكاملة تشمل: الاستشارات الاتصالية والإستراتيجية، المحتوى الإبداعي والرقمي، التدريب وبناء القدرات عبر برنامجها المتخصص “إنرِتش” (Enrich).
وصنّفتها منصة PRovoke Media ضمن أفضل 250 وكالة علاقات عامة في العالم لعام 2025، محتلةً المرتبة 142.
تأسست شركة “إينيجما“ في لندن وأمستردام كمنصة استشارية متخصصة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، تركّز على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات المؤسسية عبر نهج إنساني وأخلاقي.
وتضم الشركة فريقًا من خبراء الذكاء الاصطناعي والاستشاريين الذين يعملون على تطوير استراتيجيات الذكاء المؤسسي وتنفيذ برامج التحول الرقمي.



