في حدثٍ وصِف بأنه الأضخم في تاريخ المتاحف المعاصرة، شهدت القاهرة افتتاح المتحف المصري الكبير (Grand Egyptian Museum – GEM) بحضور قادة دول وملوك وشخصيات ثقافية من مختلف أنحاء العالم، ليؤسس لمرحلة جديدة من “القوة الناعمة المصرية” التي تجمع بين الأصالة التاريخية والرؤية التنموية الحديثة.
مصر في صدارة المشهد الثقافي العالمي
تصدّرت مشاهد الافتتاح عناوين الصحف العالمية، من “الغارديان” البريطانية إلى “لو موند” الفرنسية ورويترز وأسوشيتد برس، التي وصفت الحدث بأنه “تتويج لعقود من العمل” و”أكبر متحف مكرّس لحضارة واحدة في التاريخ الحديث”.
المؤسسات الإعلامية ركّزت على الاستعراض البصري المبهر الذي تضمن عروضًا ضوئية وموسيقية أمام تمثال رمسيس الثاني، وظهور مقتنيات الفرعون توت عنخ آمون لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
حضور رفيع المستوى ورسائل دبلوماسية متعددة
شارك في الافتتاح رؤساء وملوك من إفريقيا وأوروبا وآسيا إلى جانب كبار مسؤولي اليونسكو وممثلي منظمات ثقافية عالمية.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أن المتحف “يجسد عبقرية المصريين القدماء وإبداع المصريين المعاصرين”، داعيًا إلى جعله منصة للحوار بين الحضارات.
وبحسب تحليلات سياسية نُشرت في كبرى الصحف الأوروبية، فإن مصر استخدمت هذا الحدث كأداة دبلوماسية وثقافية ناعمة لإعادة ترسيخ حضورها الإقليمي وتعزيز التعاون الدولي في مجالات السياحة والثقافة.
اهتمام اقتصادي وسياحي واسع
ربطت وكالات مثل رويترز ولو موند بين افتتاح المتحف ورؤية مصر السياحية 2030، مشيرةً إلى توقعات بارتفاع عدد الزوّار بنسبة تتجاوز 25% خلال العام الأول من التشغيل الكامل.
وتشير تقديرات أولية إلى أن المتحف سيصبح مركز جذب رئيسيًا للسياحة الثقافية، ما ينعكس على الاقتصاد المحلي وفرص العمل في منطقة الهرم والجيزة.
إشادات ثقافية وعلمية
اعتبرت اليونسكو وعدد من الأكاديميين أن المتحف يمثل نقلة نوعية في حفظ وترميم الآثار، نظرًا لامتلاكه أحدث معامل الترميم في العالم، إلى جانب تجهيزات رقمية تتيح عرض القطع الأثرية بتقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي.
وأكدت تقارير فرنسية أن GEM سيكون “جامعة مفتوحة للتاريخ الإنساني” ومركزًا دوليًا للبحث الأثري.
تفاعل جماهيري هائل على المنصات الرقمية
تحوّل وسم #GrandEgyptianMuseum إلى أحد أكثر الوسوم تداولًا عالميًا على منصات X (تويتر) وإنستغرام خلال يوم الافتتاح، حيث عبّر الملايين عن انبهارهم بعظمة العرض وحجم التنظيم.
كما حظيت اللقطات الحية التي بثتها منصة TikTok LIVE من داخل المتحف بملايين المشاهدات في أقل من 24 ساعة.
بين الفخر والمسؤولية
في مقابل الإشادة العالمية، أبدت بعض الصحف الأوروبية والعربية تحفظًا على حجم الإنفاق، متسائلةً حول جدوى المشاريع الثقافية العملاقة في ظل التحديات الاقتصادية.
إلا أن محللين اقتصاديين أكدوا أن “الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الهوية الوطنية”، وأن المتحف سيحقق عائدًا طويل الأمد من خلال تعزيز الاقتصاد الإبداعي والسياحة المستدامة.
خطوة نحو المستقبل
يُنظر إلى المتحف المصري الكبير كأحد أبرز مشاريع القرن في إفريقيا والعالم العربي، ليس فقط كمخزن للآثار، بل كبوابة تكنولوجية تربط الماضي بالمستقبل، ومركز إقليمي لتبادل المعرفة الثقافية والعلمية.




