في ختام المنتدى الإقليمي للتنمية المستدامة 2025:
أخبار مصرشركات

منصة نوعية لدمج «الاقتصاد الأخضر»، وتمكين الشباب، والشراكة المجتمعية

كتب: التقرير

اختتمت النسخة الثانية من المنتدى الإقليمي للتنمية المستدامة (RSD) في جامعة هليوبوليس تحت رعاية وزارتي الشباب والرياضة والبيئة، بمشاركة نخبة من صُنّاع القرار والخبراء والشركاء المحليين والدوليين، لمناقشة مستقبل «Sustainable Development» و«Green Economy» وتمكين الشباب والشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

انطلقت فعاليات النسخة الثانية من المنتدى الإقليمي للتنمية المستدامة (RSD) في مقر جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة في القاهرة، برعاية كل من وزارة الشباب والرياضة ووزارة البيئة، ونظّمه أسباير للاستشارات الدولية (عبر قطاعها “أسباير للتنمية المجتمعية”).

استقطب المنتدى مجموعة بارزة من صُنّاع القرار الحكوميين، وخبراء البيئة والتنمية، وممثلي منظمات مجتمع مدني، وشركات خاصة، فضلاً عن منظمات دولية — ما جعله منصة فريدة لمناقشة قضايا التنمية المستدامة في مصر والمنطقة العربية.

اقتصاد أخضر وتمكين مجتمعي

المنتدى ركّز على محورين أساسيين — تمكين الشباب والقوة الوطنية والاقتصاد الأخضر والابتكار البيئي — مع دمج شراكة بين القطاع الخاص، الدولة، والمجتمع المدني:

في الجلسة الأولى، بعنوان «تمكين الشباب كقوة دافعة للتنمية»، تم استعراض أهمية تمكين الشباب باعتبارهم المورد الأساسي للبناء والتنمية في المستقبل.

أما الجلسة الثانية، «الاقتصاد الأخضر والابتكار البيئي»، فناقشت آفاق التحوّل نحو ممارسات صديقة للبيئة، وفرص الابتكار البيئي لمواجهة التحديات المناخية، وتعزيز مفهوم “Green Economy”.

إلى جانب الجلسات، أقيمت ورش عمل تطبيقية، وحوارات حول ريادة الأعمال الاجتماعية، القيادة المجتمعية، والشراكات بين مختلف القطاعات.

الشراكة و منظومة عمل متكاملة

وفق تصريحات باسم عماد، المدير التنفيذي لأسباير للاستشارات الدولية، فإن المرحلة القادمة «تتطلّب إعادة تعريف لمفهوم العمل المشترك» بحيث تُبنى “منظومة متكاملة” لا تقتصر على شراكات شكلية، إنما توحّد الجهود تحت هدف مشترك.

هذا التوجه يؤكد أن تحقيق التنمية المستدامة ـ اقتصادياً، اجتماعياً وبيئياً ـ يتطلب تنسيقاً واسعاً بين القطاع الخاص، الدولة، المجتمع المدني، والمؤسسات الدولية.

توسيع قاعدة العمل والفعالية

شارك في المنتدى مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين، من داخل مصر وخارجها، من بينهم: منظمات دولية، مؤسسات مجتمع مدني، شركات خاصة، وجامعات. هذا التنوع يعكس أهمية بناء شبكة متكاملة من الفاعلين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (Sustainable Development Goals — SDGs).

من الجدير بالذكر مشاركة SEKEM كشريك ذهبي في المنتدى — وهي مبادرة مصرية رائدة تُعنى بالزراعة العضوية، الاقتصاد الأخضر، والتعليم المستدام.

وتجربة SEKEM تشير إلى كيف يمكن لمبادرات محلية أن تتماشى مع أجندة التنمية العالمية.

كما تبرز أهمية دور المنظمات الدولية مثل International Organization for Migration (IOM) في ربط قضايا التنمية مع الهجرة، التوظيف، والاندماج الاجتماعي — وهو دعم بارز لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي والإقليمي.

احتفاء بإسهامات بارزة

شهد المنتدى تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت بفاعلية في مجالات التنمية البيئية، التعليمية، الاجتماعية، والاقتصادية.

جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة — لدورها في التعليم المستدام، SEKEM — لجهودها في الاقتصاد الأخضر والزراعة العضوية، شركات ومؤسسات في قطاع النقل الصديق للبيئة، البناء المستدام، الإعلام الاجتماعي، الريادة المجتمعية

هذا التشجيع عبر الجوائز يعزز الرغبة في مضاعفة الجهود وبناء ثقافة الاستدامة في مصر والمنطقة.

 تعزيز أثر المنتدى

ترسيخ مفهوم الشراكة كمبدأ عمل يجب أن تتجاوز الشراكة الإطار التقليدي بين جهة حكومية ومؤسسة خاصة، إلى “منظومة شاملة” تضم مؤسسات مدنية، جهات بحثية، مجتمع محلي، ومؤسسات دولية.

 ربط المبادرات المحلية بالأجندة الدولية (SDGs)

مثل تجربة SEKEM التي تُترجم مفهوم “Green Economy” على أرض الواقع، يمكن أن تُوظف كـ «نموذج محلي» يُحتذى به في المدن والمناطق الريفية.

تمكين الشباب والجهود المدنية

يجب الاستثمار في الشباب — كمحرك للتغيير — عبر التدريب، ريادة الأعمال، والقيادة المجتمعية.

تعزيز الشفافية والمتابعة والتقييم

لتنفيذ برامج التنمية المستدامة بفاعلية، من المهم وجود آليات لتقييم الأداء وقياس الأثر، وربط ذلك بمؤشرات عالمية إن أمكن.

توسيع مشاركة القطاع الخاص

تشجيع الشركات على تبني ممارسات المسؤولية المجتمعية (CSR) ليس كواجب تسويقي، ولكن كجزء من نموذج أعمال مستدام.

نجح المنتدى الإقليمي للتنمية المستدامة (RSD) في جمع الأطراف المعنية — حكومية، خاصة، مدنية — حول رؤية مشتركة للتنمية المستدامة، تجمع بين الاقتصاد الأخضر، تمكين الشباب، والمسؤولية المجتمعية.

إذا استمر هذا الزخم، مع تفعيل توصيات المنتدى بشكل عملي وميداني، فسيكون لهذا الحدث أثر حقيقي — ليس فقط على مستوى السياسات والمشاريع — بل في تشكيل ثقافة وطنية نحو الاستدامة.

تجربة RSD تمثل دعوة لكل المعنيين: أن ينتقلوا من الكلام إلى العمل، ومن شعارات التنمية إلى واقع ملموس، يحقق رؤية مصر 2030.