54 عامًا من الريادة الرقمية
أخبار مصرخارجي

قراءة في دور الإعلام الإماراتي في بناء وعي رقمي وصناعة هوية وطنية جديدة

كتب: التقرير

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الرابع والخمسين في الثاني من ديسمبر، مستذكرة لحظة التأسيس التاريخية عام 1971 عندما توحّدت الإمارات السبع تحت راية واحدة، لتبدأ مسيرة دولة حديثة أصبحت اليوم نموذجًا عالميًا في الابتكار والتحول الرقمي والتنمية المستدامة. ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار “متحدين”، تأكيدًا على قوة الوحدة الإماراتية وروح الانتماء التي صنعت المكانة الرائدة للدولة.

وتشهد مدن الدولة فعاليات وطنية واسعة، فيما تتحول الشوارع والمعالم إلى لوحات إبداعية مضاءة تجمع بين الأصالة والحداثة، بينما يلعب الإعلام الإماراتي دورًا محوريًا في نقل هذه الصورة المشرقة وترسيخ الهوية الوطنية عبر مختلف منصاته.

ذاكرة وطن تقود المستقبل الرقمي

منذ إعلان الاتحاد، شكّل الإعلام الإماراتي بمختلف وسائله — الصحافة المطبوعة، الإذاعة، التلفزيون، والمنصات الرقمية — ركيزة أساسية في توثيق مسيرة النهضة. ومع الثورة التكنولوجية، أصبح الإعلام الإماراتي أكثر تأثيرًا، مستفيدًا من التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، وصحافة البيانات لتقديم محتوى مبتكر يعكس تطلعات الدولة.

وفي عام 2025، يعتمد المشهد الإعلامي في الإمارات على المحتوى القصير Short-form content والفيديوهات الإبداعية عبر منصات مثل TikTok وInstagram وYouTube، إلى جانب التغطيات التفاعلية التي تجذب فئة الشباب وتعزز المشاركة المجتمعية.

من الصحف الورقية إلى الإعلام الرقمي المتقدم

شهدت الإمارات محطات مفصلية في بناء منظومتها الإعلامية الحديثة:

  • 1969: صدور صحيفة الاتحاد كأولى الصحف الوطنية.

  • 1964: انطلاق إذاعة صوت الساحل في الشارقة.

  • 1971: تأسيس تلفزيون دبي، ناقلًا صورة الاتحاد بالصوت والصورة.

  • 1989: انطلاق قناة الشارقة.

  • 1996: إطلاق الاتحاد الرقمية، كأحد أوائل مشاريع الإعلام الإلكتروني عربيًا.

ومع دخول 2025، أصبح الإعلام الإماراتي نموذجًا في الرقمنة والتقنيات الإبداعية، حيث تم توظيف الواقع المعزز (AR)، الواقع الافتراضي (VR)، والميتافيرس في توثيق فعاليات اليوم الوطني، مما يسمح بمشاركة ملايين المتابعين داخل وخارج الدولة.

نمو اقتصادي وإعلامي يؤكد مكانة الإمارات في 2025

شهد قطاع الإعلام الإماراتي نموا لافتًا هذا العام، إذ بلغت إيراداته المتوقعة 56.5 مليار درهم، يتصدرها الإعلام الرقمي بقيمة 42.5 مليار درهم، ما يعكس تحولًا عميقًا نحو المحتوى الرقمي عالي الجودة.

وخلال النصف الأول من 2025: أصدر مجلس الإمارات للإعلام أكثر من 2500 رخصة وتصريح إعلامي، تم إطلاق برامج تطويرية أبرزها “إعلاميين” لتأهيل الكفاءات الوطنية، استضافة الإمارات قمة الإعلام العربي 2025 بمشاركة آلاف الخبراء والمتخصصين.

وتواكب هذه الإنجازات الأداء الاقتصادي المتسارع للدولة، حيث سجلت الإمارات 2.3 تريليون درهم تجارة خارجية، 660 مليار درهم ناتج محلي غير نفطي،200 ألف شركة جديدة في 2025.

وقد لعب الإعلام الوطني دورًا مهمًا في إبراز هذه النجاحات عالميًا، مما عزز صورة الإمارات كوجهة رائدة في الابتكار والاستثمار.

شراكات استراتيجية لدعم الإعلام الوطني

وبمناسبة اليوم الوطني الـ54، هنّأ الأستاذ عبدالله عنايت، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة W7Worldwide، القيادة والشعب الإماراتي، مؤكدًا عمق العلاقات السعودية–الإماراتية ودور التعاون الإعلامي في دعم التنمية في البلدين.

وقال عنايت:
“نؤمن بأهمية بناء شراكات إعلامية مستدامة تعزز الخطاب الاستراتيجي الوطني، وتواكب التحولات الرقمية. ونتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع المؤسسات الإماراتية لتحقيق مزيد من النجاحات.”

وتعتبر W7Worldwide إحدى أبرز الوكالات الخليجية المتخصصة في الاستشارات الإعلامية والاتصالية، بخبرة تتجاوز 15 عامًا في خدمة القطاعين الحكومي والخاص.

تعاون سعودي–إماراتي متنامٍ

تشهد العلاقات الإماراتية–السعودية نموًا مستمرًا في مجالات عدة، أبرزها: الاقتصاد والتجارة تشمل صادرات المعدات، المنتجات الكيميائية، وسائل النقل، والمعادن، الاستثمارات توسع الاستثمارات السعودية في التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة المتجددة، البنية التحتية الرقمية، والشركات الناشئة، الإعلام تنسيق الحملات الوطنية، تبادل الخبرات، وتوحيد الرسائل الإعلامية لتعزيز الحضور الخليجي عالميًا.

يجسد اليوم الوطني الـ54 قصة وطن قادر على استشراف مستقبل أكثر تقدمًا وابتكارًا. ويواصل الإعلام الإماراتي — بتقنياته المتطورة ومحتواه المؤثر — دوره الاستراتيجي في نقل إنجازات الدولة للعالم، وتعزيز مكانتها كدولة تجمع بين الأصالة والطموح والحداثة.