في خطوة تعكس تسارع التحول الرقمي داخل أحد أكثر القطاعات حساسية، أعلنت GS1 Egypt عن إطلاق أكبر مبادرة تدريبية في تاريخ القطاع الدوائي المصري، تستهدف تأهيل 10 آلاف من العاملين في مصانع وشركات الأدوية خلال عامي 2025 و2026، تمهيدًا للتطبيق الكامل لمنظومة التتبع الدوائي الوطنية.
وتأتي المبادرة في سياق اقتصادي وتقني بالغ الأهمية، مع اتجاه الدولة إلى تعزيز حوكمة سوق الدواء، وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد، وضمان سلامة البيانات والمنتج النهائي، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة.
بنية رقمية متكاملة
لم تعد منظومة التتبع الدوائي مجرد التزام رقابي، بل تحوّلت إلى بنية تحتية رقمية تعتمد على البيانات الدقيقة، وربط خطوط الإنتاج والتعبئة والتوزيع بأنظمة رقمية قادرة على تتبع كل عبوة دواء لحظيًا.
وأكدت GS1 Egypt أن المبادرة تركز على التطبيق العملي لمعايير GS1 العالمية في الترميز والتكويد، بما يضمن تتبع المستحضرات من المصنع إلى المريض، وتقليل الفاقد والأخطاء التشغيلية، والحد من الغش الدوائي، وتحسين كفاءة اتخاذ القرار داخل الشركات.
برنامج تدريبي يخاطب عمق الصناعة
تستهدف المبادرة العاملين في الإدارات المحورية داخل شركات الأدوية، وعلى رأسها:
الجودة، الإنتاج، سلاسل الإمداد، المخازن، تكنولوجيا المعلومات، والتعبئة والتغليف، مع إتاحة المشاركة لكافة الكيانات، سواء الشركات الكبرى أو المتوسطة أو الناشئة.
ويُنفذ البرنامج وفق نموذج تدريبي مزدوج يجمع بين ورش عمل تطبيقية داخل المصانع، ومنصات تدريب إلكترونية، بما يضمن نقل المعرفة التقنية من الإطار النظري إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع.
محاور تقنية ترتبط بالقيمة
يركّز البرنامج على عدد من المحاور ذات التأثير المباشر على كفاءة التشغيل، أبرزها تطبيق معايير GS1 في ترميز وتكويد المستحضرات، ربط خطوط الإنتاج بأنظمة التتبع والتكويد، آليات تبادل البيانات بين الشركات والجهات التنظيمية، إدارة الأخطاء والإجراءات التصحيحية، التكامل التقني مع منظومة التتبع الدوائي الوطنية.
كما يتضمن البرنامج اختبارات تقييم معيارية لقياس جاهزية المتدربين قبل التطبيق الفعلي داخل مواقع الإنتاج.
أثر اقتصادي مباشر على الصناعة
بحسب GS1 Egypt، من المتوقع أن تسهم المبادرة في خفض تكلفة الأخطاء التشغيلية والمرتجعات غير المبررة، وتحسين جودة البيانات عبر سلاسل الإمداد، رفع جاهزية المصانع للامتثال التنظيمي، تعزيز القدرة التصديرية للشركات المصرية عبر الالتزام بالمعايير الدولية، وهو ما يعزز تنافسية صناعة الدواء المصرية إقليميًا ودوليًا، في ظل تشدد الأسواق العالمية في متطلبات التتبع والامتثال.
مرحلة أولى 50 شركة كبري
تنطلق المرحلة الأولى من المبادرة منتصف الشهر الجاري، وتشمل 100 مصنع دواء، إلى جانب أكبر 50 شركة استيراد، على أن تمتد المبادرة على مراحل متتالية حتى نهاية 2026، وفق خطة تستهدف تغطية كامل المنظومة الدوائية في السوق المصرية.
الاستثمار في الكوادر هو حجر الأساس
وفي تعليق له، قال أحمد القلا، المدير العام لـ GS1 Egypt: ننظر إلى منظومة التتبع الدوائي باعتبارها مشروعًا وطنيًا للتحول الرقمي في صناعة الدواء. الاستثمار في تدريب 10 آلاف متخصص هو حجر الأساس لبناء منظومة قوية، تعتمد على بيانات دقيقة، وتضمن دواءً آمنًا للمريض، وتدعم تنافسية الصناعة المصرية.
