في خطوة غير مسبوقة تضع رياضة السيارات المصرية على الخارطة العالمية، أعلن المتسابق المصري محمد رمزي عن استعداده لتدشين فصل جديد في تاريخ سباقات السرعة، ليصبح أول مصري يشارك بصفة رسمية في سباقات GT3 الأوروبية لموسم 2026. تأتي هذه المشاركة المرتقبة ضمن اثنتين من أعرق البطولات العالمية: بطولة ADAC GT Masters وبطولة Italian GT Championship.
مسار غير تقليدي: من الشاشات إلى الحلبات
لم يكن طريق “رمزي” نحو الاحترافية ممهدًا بالطرق التقليدية؛ إذ يمثل جيلًا جديدًا من السائقين الذين صقلوا مهاراتهم عبر “المحاكاة الرقمية” (Sim Racing). بدأت رحلته فعليًا في عام 2016 عبر مشاركته البارزة في أكاديمية نيسان (Nissan GT Academy) ووصوله لنهائيات شمال أفريقيا. تحولت هذه الموهبة من مجرد شغف افتراضي إلى احتراف واقعي يعتمد علىالتحليل الدقيق لبيانات الحلبة (Data Telemetry)، الفهم العميق لديناميكية المركبات، تطبيق استراتيجيات القيادة الرقمية على أرض الواقع.
اختبارات قاسية ومفاوضات عالمية
إثباتًا لجدارته، انتقل “رمزي” لإجراء اختبارات قيادة مكثفة في إيطاليا، النمسا، وألمانيا، حيث قاد وحوش السرعة مثل Ferrari 488 Challenge Evo و Lamborghini Huracan GT3. وقد أظهر خلال هذه التجارب قدرة استثنائية على الموازنة بين الجرأة المطلوبة في التجاوز والانضباط التكتيكي للحفاظ على السيارة، وهي السمات الأساسية لمنافسات GT3.
وحاليًا، يخوض البطل المصري محادثات متقدمة مع فرق معتمدة ضمن فئة Mercedes AMG GT3، لضمان مقعده الرسمي وتثبيت مشاركته في الموسم المقبل، مما يعكس الثقة الكبيرة التي توليها الفرق الأوروبية لموهبته الصاعدة.
وفي سياق متصل قال محمد رمزي: هذه اللحظة ليست تتويجاً لمسيرة شخصية فقط، بل هي إثبات لقدرة الشغف على تحويل الأحلام الافتراضية إلى إنجاز واقعي. الدخول إلى سباقات GT3 الأوروبية وبطولات مثل ADAC GT Masters هو تحدٍ ضخم يتطلب أقصى درجات التركيز، خاصة أنني سأواجه أساطير هذا المجال على حلبات عريقة. طموحي هو رفع العلم المصري وإظهار أن لاعبي المحاكاة يمكنهم المنافسة بقوة في أصعب حلبات العالم. الآن بدأ العمل الحقيقي.
2026 موسم مواجهة العمالقة
يستعد “رمزي” لرفع العلم المصري في موسم مزدحم بالمنافسات الشرسة عبر:
-
بطولة ADAC GT Masters: والتي تجوب حلبات النمسا، ألمانيا، وهولندا.
-
بطولة Italian GT Championship: والتي تقام على حلبات أسطورية مثل “مونزا” (معبد السرعة)، “إيمولا”، “موجيللو”، و”فاليلونغا”.
وتكتسب هذه المشاركة أهمية قصوى نظرًا للشعبية الجارفة لبطولة ADAC GT Masters، التي تحظى بتغطية إعلامية ضخمة تتجاوز 486.5 مليون مشاهدة عالميًا، وحضور جماهيري مباشر يتخطى 339,000 متفرج، مما يضمن لرمزي -ولمصر- ظهورًا عالميًا غير مسبوق.
تتربع فئة GT3 حالياً على عرش سباقات السيارات الرياضية حول العالم، حيث تمثل المعيار الذهبي للمنافسة الاحترافية تحت مظلة الاتحاد الدولي للسيارات (FIA). ولا تقتصر هذه الفئة على كونها استعراضاً لأقوى الطرازات العالمية مثل مرسيدس AMG وفيراري وبورشه ولامبورجيني، بل هي ساحة تقنية معقدة تخضع السيارات فيها لتعديلات جذرية تحولها من مركبات فاخرة للطرقات إلى وحوش ميكانيكية مخصصة للحلبات. ولضمان أن تكون الغلبة للموهبة البشرية والاستراتيجية الذكية، تخضع كافة السيارات لنظام “توازن الأداء” (BoP) الصارم، الذي يعادل الفوارق الميكانيكية بين المحركات المختلفة، ليصبح السائق هو العامل الحاسم في المعادلة.
وفي هذا السياق التنافسي المحموم، تبرز بطولة ADAC GT Masters بوصفها “دوري السيارات الرياضية الخارقة” في أوروبا، إذ لا تعتمد فقط على السرعة القصوى، بل تتطلب تناغماً وتكتيكاً عالياً بين سائقين يتناوبان على قيادة السيارة الواحدة ضمن نوافذ زمنية محددة، مما يضعها تحت مجهر الإعلام العالمي كواحدة من أصعب الاختبارات في القارة العجوز. وبالتوازي معها، تأتي بطولة إيطاليا (Italian GT Championship) لتقدم تحدياً من نوع آخر، حيث تدور رحاها على “أرض السرعة” التاريخية في حلبات أسطورية مثل مونزا وإيمولا، وهي الحلبات التي طالما شكلت المعقل الرئيسي لعمالقة الصناعة الإيطالية، مما يفرض على المتسابقين مواجهة مسارات تقنية دقيقة تتطلب مزيجاً فريداً من الجرأة والتحكم الفني الدقيق للنجاح في معاقل السرعة الأوروبية.




