يحتفي شعب مملكة البحرين في يومي 16 و17 ديسمبر من كل عام باليوم الوطني، مناسبة وطنية راسخة تتجسد فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بتاريخ حافل بالإنجازات، ومسيرة تنموية متواصلة رسخت مكانة المملكة كدولة عصرية في قلب الخليج العربي. وتتحول شوارع البحرين خلال هذه المناسبة إلى لوحات نابضة بالحياة، تتزين بالأعلام الوطنية، وتحتضن فعاليات رسمية وترفيهية تعكس روح الوحدة والانتماء.
محطات تاريخية صنعت الحاضر
يمثل اليوم الوطني الـ54 محطة بارزة في الذاكرة الوطنية، إذ يخلد مناسبتين محوريتين في تاريخ البحرين الحديث: الاستقلال عن بريطانيا عام 1971، وتولي المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مقاليد الحكم عام 1961، وهما محطتان أسهمتا في إطلاق نهضة شاملة شملت مختلف القطاعات، وأرست نموذجًا تنمويًا يقوم على الاستدامة، والانفتاح، والتطور المؤسسي.
شاهد وركيزة لنهضة وطن
على امتداد هذه المسيرة، ظل الإعلام البحريني شاهدًا حيًا على التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وركيزة أساسية في توثيق الإنجازات وربط الماضي بتطلعات المستقبل.
فمنذ صدور أول صحيفة بحرينية “جريدة البحرين” عام 1939، وانطلاق البث الإذاعي في أربعينيات القرن الماضي، ثم تأسيس إذاعة البحرين الرسمية عام 1955، وتلفزيون البحرين عام 1973، لعب الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الوعي العام، وتوثيق التطور الاجتماعي والاقتصادي للمملكة.
ومع توسع المنظومة الإعلامية لتشمل الصحافة المطبوعة، والإذاعة، والتلفزيون، والمنصات الرقمية متعددة اللغات، أصبح الإعلام البحريني نافذة رئيسية للتواصل مع الجمهور داخل المملكة وخارجها، وأداة فعالة في تعزيز الثقة المجتمعية، والترويج للفرص الاستثمارية، وتحسين الصورة الذهنية للبحرين إقليميًا ودوليًا.
ويأتي اختيار المنامة عاصمة للإعلام العربي لعام 2024 تأكيدًا لمكانة البحرين وريادتها في هذا القطاع الحيوي.
دعم القيادة للإعلام وتعزيز المهنية
تحظى الصحافة البحرينية بدعم مستمر من القيادة الحكيمة، حيث يولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، اهتمامًا خاصًا بتعزيز حرية التعبير وتمكين المؤسسات الإعلامية من أداء دورها بمهنية واستقلالية.
كما أسهمت جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، التي أطلقها المغفور له الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عام 2016، في ترسيخ ثقافة التميز، وتكريم الكفاءات الوطنية، وتحفيز الابتكار في العمل الصحفي.
هوية وطنية تفاعلية
مع تسارع التحول الرقمي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من المشهد الوطني في المناسبات الكبرى، وفضاءً حيويًا للتعبير عن الهوية والانتماء، لا سيما بين فئة الشباب.
ويشارك المواطنون في إنتاج محتوى احتفالي متنوع يشمل مقاطع الفيديو القصيرة، ورسائل التهنئة، واستخدام الوسوم الموحدة مثل:
- #اليوم_الوطني
- #فخر_البحرين
كما أسهمت تقنيات البث المباشر في نقل أجواء الاحتفالات إلى الجمهور داخل المملكة وخارجها، بما يعزز ارتباط البحرينيين في الخارج بوطنهم، ويدعم مشاركة الجميع في الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية.
تعاون إعلامي يعكس عمق العلاقات
ترتبط مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بعلاقات تاريخية راسخة قائمة على الأخوة والمصير المشترك، ويتجلى هذا الترابط بوضوح في التعاون الإعلامي بين البلدين، من خلال تبادل التهاني والتقارير الخاصة خلال المناسبات الوطنية، وتنفيذ مبادرات وتغطيات مشتركة تسلط الضوء على الإنجازات التنموية والثقافية.
وتسهم البرامج الإعلامية المشتركة في توحيد الخطاب، وتعزيز التكامل الخليجي، خصوصًا في المناسبات الوطنية التي تشهد حضورًا إعلاميًا واسعًا من الجانبين.

W7Worldwide شراكات استراتيجية ورسالة مشتركة
وبهذه المناسبة، هنأ عبدالله عنايت، الشريك المؤسس لشركة W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية، القيادة الحكيمة والشعب البحريني، بمناسبة اليوم الوطني الـ54، مؤكدًا عمق العلاقات الأخوية بين البلدين.
وقال عنايت: “نفتخر بالعلاقات الوطيدة التي تجمع البحرين بالمملكة العربية السعودية، ونتطلع إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها الإعلام والاتصال، باعتباره جسرًا للتفاهم وداعمًا لمسيرة التنمية المشتركة”.
وأضاف: “في W7Worldwide نحرص على بناء شراكات استراتيجية مستدامة بين السعودية والبحرين، ونفخر بخدمة عملائنا في المملكة الشقيقة عبر تقديم حلول استشارية متخصصة تسهم في تطوير المشهد الإعلامي وتعزيز الخطاب الاستراتيجي، بما يدعم مستهدفات التنمية والابتكار في البلدين”.
الإعلام ورؤية البحرين الاقتصادية 2030
يواصل الإعلام البحريني دوره الحيوي في دعم رؤية البحرين الاقتصادية 2030، من خلال تعزيز الحوار المجتمعي حول أولويات التنمية، وتمكين الكفاءات الوطنية، والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في الاتصال المؤسسي، بما يؤهل جيلًا جديدًا من الإعلاميين القادرين على قيادة مستقبل قائم على الابتكار واقتصاد المعرفة.
تجربة وطنية متكاملة
وشهدت احتفالات هذا العام زخمًا إضافيًا مع إطلاق موسم “أعياد البحرين 2025” في الأول من ديسمبر تحت شعار “نعيشها كل لحظة”، والذي قدم برنامجًا متنوعًا من الفعاليات والمهرجانات والحفلات والعروض الفنية، إلى جانب عروض الألعاب النارية في مواقع متعددة، ليمنح المواطنين والمقيمين والزوار تجربة احتفالية متكاملة تعكس القيمة التاريخية والوطنية للمناسبة.
يبقى اليوم الوطني لمملكة البحرين مناسبة تتجدد فيها العهود على مواصلة مسيرة البناء والازدهار، ويواصل فيها الإعلام البحريني، بمختلف قنواته التقليدية والرقمية، أداء دوره كذاكرة وطنية نابضة بالحياة، توثق الإنجازات وقصص النجاح، وتنقل صورة البحرين المشرقة إلى العالم.




