أخبار مصراقتصاد

الاتفاق الجمركي المرتقب بين أوروبا وأميركا يعيد رسم لخارطة الاقتصاد العالمي

أحمد شريف: الاتفاق المرتقب يدفع النمو الاقتصادي والتحالف السياسي ويقوي العملات الكبرى
كتب: التقرير

يستعد الاتحاد الأوروبي لإبرام اتفاق تجاري تاريخي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك قبيل محادثات حاسمة في واشنطن تسبق المهلة النهائية المحددة في 9 يوليو الجاري.

تأتي هذه الخطوة، في ظل تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، تؤكد على الأهمية الاستراتيجية لهذا الاتفاق في تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين الجانبين.

تتولى المفوضية الأوروبية، بصفتها الذراع التنفيذي للسياسة التجارية للتكتل المكون من 27 دولة، قيادة مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة.

وتم منحها مهلة حتى الأربعاء المقبل لإنجاز هذا الاتفاق الذي يحمل في طياته أبعادًا اقتصادية وسياسية عميقة، من شأنها إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي.

نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية والسياسية

يرى الخبير الاقتصادي ورئيس لجنة أسواق المال بتحالف شركاء جامعة الدول العربية، أحمد شريف، أن التقدم المحرز في المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن اتفاق تجاري جديد، قد يشكل نقطة تحول محورية في مسار العلاقات الاقتصادية والسياسية العالمية.
ويؤكد شريف أن أي اتفاق يتضمن خفضًا أو إلغاءً للرسوم الجمركية “سيفتح أبوابًا واسعة للنمو والتعاون”، مشيرًا إلى أن الاتفاق المنتظر سيساهم بشكل كبير في تسهيل وصول الشركات الأوروبية إلى السوق الأميركية الضخمة، مما سيدفع حركة التجارة البينية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة.

نمو اقتصادي متبادل وانتعاش للاستثمارات

توضح التوقعات الاقتصادية أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى تحقيق نمو اقتصادي متبادل لكلا الجانبين، مع تنشيط ملحوظ لحركة الصادرات والاستثمارات، خاصة في ظل إزالة العوائق الجمركية التي طالما شكلت تحديًا أمام التبادل التجاري.
يلفت شريف إلى أن هذا التقارب التجاري لن يقتصر تأثيره على حجم التبادل التجاري فحسب، بل سينعكس أيضًا بشكل إيجابي على أسواق الصرف العالمية. فمن المتوقع أن يشهد كل من اليورو والدولار الأميركي ارتفاعًا ملحوظًا أمام العملات الأخرى، مدفوعَين بزيادة الثقة في الاقتصادين الأوروبي والأميركي وتدفقات مالية أكبر نحو هذين الاقتصادين القويين.

تحالف سياسي قوي في مواجهة التحديات العالمية

يؤكد شريف أن أبعاد الاتفاق تتجاوز الجانب الاقتصادي البحت لتمتد إلى الجانب السياسي والاستراتيجي. فهو يرى أن التقارب بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يشكل “تحالفًا سياسيًا قويًا في مواجهة تنامي النفوذ الصيني”، لا سيما في ظل التوترات التجارية العالمية الراهنة وإعادة رسم خارطة النفوذ الاقتصادي على الساحة الدولية، هذا التحالف يعزز من مكانة القوتين الاقتصاديتين الكبريين في مواجهة التحديات الجيوسياسية.

تهديدات سابقة ومستقبل العلاقات التجارية

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كان قد هدد في وقت سابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي. وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق قبل المهلة النهائية، من المتوقع أن تتضاعف الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الأوروبية لتصل إلى 20%، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين. ويذكر أن حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هو الأكبر في العالم، حيث يبلغ 1.5 تريليون يورو، مما يؤكد على الأهمية القصوى لهذا الاتفاق في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ونموه.