أخبار مصراراء

الوعي الشبكي… كيف تبني شركات الاتصالات شبكات تفكر وتتعلم؟

كتب: أشرف الورداني

في عالم الاتصالات الحديث، لم تعد الشبكات مجرد بنية تحتية صامتة تنقل البيانات، بل أصبحت كيانات رقمية تتعلّم، تتوقّع، وتُصلِح نفسها ذاتيًا.

وما نشهده اليوم في الشرق الأوسط وإفريقيا من سباق محموم لتطوير البني التحتية لشبكات الاتصالات هو بداية لمرحلة جديدة من “الوعي الشبكي”، تقودها شركات عملاقة مثل MTN وEtisalat وOoredoo، حيث باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتشغيل الذاتي حجر الأساس في خطط التحول الرقمي.

ومن جنوب القارة، تقود مجموعة MTN تحولًا تقنيًا جذريًا في طريقة إدارة الشبكات، حيث تبنّت أكثر من 20 حالة استخدام فعلية لتقنيات الشبكات الذاتية.
خاصة في محاور تكون دائما محل مخاوف وحرص شديد كما انها تستغرق وقتا وجهدا كبيرا وهي علي سبيل المثال توزيع الطاقة الذكي، إلى الصيانة الاستباقية، تسير MTN بخطى ثابتة نحو بناء شبكة “واعية” قادرة على العمل المستقل، وتقليل التكاليف، ورفع جودة الخدمة.
شراكاتها الأخيرة مع China Telecom وHuawei تؤكد التزامها بتحقيق قفزة نوعية في التشغيل الذاتي للشبكات على مستوى القارة الإفريقية.

وكذلك في دولة الإمارات، يبدو مفهوم “الوعي الشبكي” أقرب إلى التطبيق الكامل، حيث نجحت كل من اتصالات من e& وdu في دمج الذكاء الاصطناعي في قلب العمليات التشغيلية.
فقد طورت e& مركز تشغيل يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحسين أداء الشبكات، ما أدى إلى تقليل الأعطال وتحسين كفاءة الطاقة.
أما du، فقد أظهرت قدرة لافتة على التعامل مع الضغط الهائل خلال موسم الحج عبر “شبكة إدراكية” تحلل البيانات لحظيًا وتتخذ قرارات تشغيلية ذاتية.

وفي قطر وشمال إفريقيا، تتخذ Ooredoo خطوات حاسمة نحو دمج الذكاء التوليدي في مراكز بياناتها، بالشراكة مع Nvidia.
هذا الاستثمار لا يهدف فقط إلى تحسين الأداء التشغيلي، بل يسعى أيضًا إلى خلق شبكة قادرة على التفكير والتكيّف مع سلوك المستخدم والبيئة بشكل لحظي.

الحديث عن “الوعي الشبكي” لا يدور حول البرمجيات أو الخوارزميات فحسب، بل يشير إلى قدرة الشبكة على انجاز عدة مهام منها  التعلم الذاتي من البيانات التاريخية وسلوك المستخدم،  التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها، اتخاذ قرارات تشغيلية بشكل مستقل، التفاعل اللحظي مع التغيرات الطارئة.

الانتقال إلى هذا النموذج يحقق مكاسب كبيرة أبرزها: رفع موثوقية الشبكة وتقديم خدمات مستقرة، تخفيض تكاليف التشغيل والصيانة بشكل ملموس، تحسين تجربة العملاء عبر تخصيص الخدمة حسب احتياجاتهم، دعم الاستدامة من خلال تحسين استهلاك الطاقة والموارد.

ورغم النجاحات، لا تزال هناك تحديات مثل ضعف البنية التحتية في بعض الأسواق، ونقص الخبرات المحلية في مجالات الذكاء الاصطناعي، فضلًا عن المخاوف المرتبطة بالأمن السيبراني.
لكن الاتجاه العام واضح في مستقبل الاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا سيكون للشبكات “الواعية” التي تعمل بتقنيات تشغيل ذاتي وتفكير آلي متطور.

[email protected]