أخبار مصراتصالات

سامسونج 2025.. كيف ترسم استراتيجية “الكوكب أولاً” مستقبل تكنولوجيا المستهلك؟

كتب: التقرير
في خطوة تتجاوز سباق المواصفات التقنية المعتاد، يبدو أن شركة سامسونج تستعد لعام 2025 باستراتيجية ثورية تضع الاستدامة والذكاء الاصطناعي المدمج في صميم كل شيء، من هواتفها الرائدة القادمة مثل Galaxy S25 إلى منظومة المنزل الذكي. هذا التقرير الحصري يحلل كيف أن مبادرات سامسونج ليست مجرد وعود تسويقية، بل هي خارطة طريق لإعادة تعريف علاقة المستهلك بالتكنولوجيا.

“جالاكسي من أجل الكوكب”

لم تعد الاستدامة مجرد شعار يُرفع في المؤتمرات الصحفية. بالنسبة لسامسونج، تحولت إلى محرك أساسي للابتكار. فازت الشركة بجائزة “Design for Recycling” لعام 2025، ليس فقط لاستخدامها مواد معاد تدويرها، بل لتصميم هاتف Galaxy S25 بأسلوب يسهل إعادة تدويره مستقبلاً. هذا التوجه يعكس تحولاً عميقاً في الصناعة: المستهلك الواعي بيئياً أصبح شريحة سوقية لا يمكن تجاهلها.
تحليل: بدلاً من التركيز فقط على سرعة المعالج أو دقة الكاميرا، تراهن سامسونج على أن المستهلك القادم سيسأل: “من ماذا صُنع هذا الجهاز؟” و “ما هو أثره البيئي؟”. من خلال أهداف طموحة مثل التخلص الكامل من البلاستيك في التغليف وتحقيق صفر نفايات في مكبات النفايات، لا تستجيب سامسونج للوائح الحكومية فحسب، بل تستبقها، محاولةً بذلك قيادة الحوار العالمي حول الاقتصاد الدائري في الإلكترونيات.

من المساعد الشخصي إلى مدير المنزل

إذا كانت الاستدامة هي الروح، فإن الذكاء الاصطناعي هو العقل المدبر لاستراتيجية 2025. يتجلى ذلك بوضوح في محورين هما ذكاء الجهاز (On-Device AI): التسريبات حول معالج “Snapdragon 8 Elite” المخصص لسلسلة Galaxy S25 تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يكون مجرد تطبيق سحابي، بل جزءاً لا يتجزأ من أداء الهاتف، مما يَعِد بتجربة أكثر سلاسة وخصوصية.
  1. ذكاء البيئة المحيطة (Ambient AI): منصة SmartThings لم تعد مجرد أداة للتحكم في الأجهزة. بدمج الذكاء الاصطناعي، تسعى سامسونج لتحويلها إلى “مدير منزل” استباقي يتعلم عاداتك ويوفر الطاقة تلقائياً، كما يتضح من نشر “مدير توفير الطاقة بالذكاء الاصطناعي” (AI-ESM) في شبكاتها.
 الهدف هنا ليس فقط جعل الأجهزة “أذكى”، بل جعل الحياة “أبسط”، سامسونج تدرك أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يكمن في روبوتات الدردشة المعقدة، بل في تكامله السلس وغير المرئي في نسيج حياتنا اليومية.

ما وراء الشاشات القابلة للطي

في الوقت الذي لا تزال فيه الهواتف القابلة للطي منتجاً فاخراً، تشير خطط سامسونج لإطلاق أربعة طرازات جديدة في 2025، بما في ذلك نسخة اقتصادية (FE) وجهاز ثلاثي الطي، إلى نيتها جعل هذه التقنية في متناول الجميع.
تحليل: هذه الخطوة استراتيجية وذكية. فبدلاً من انتظار انخفاض تكاليف الإنتاج بشكل طبيعي، تعمل سامسونج بنشاط على “دمقرطة” الابتكار. النسخة الاقتصادية ستجذب شريحة جديدة من المستخدمين، بينما الجهاز ثلاثي الطي سيحافظ على صورة الشركة كقائدة للابتكار الجريء، مما يضع ضغطاً هائلاً على المنافسين مثل Apple و Google الذين لم يدخلوا هذا السوق بقوة بعد.

 سامسونج لا تبيع أجهزة، بل تبيع رؤية

بالنظر إلى مجمل مبادراتها لعام 2025، يتضح أن سامسونج لم تعد مجرد شركة إلكترونيات. إنها تتحول إلى شركة تقدم حلولاً متكاملة للحياة العصرية، تجمع بين المسؤولية البيئية والابتكار التكنولوجي والاندماج الاجتماعي عبر برامج مثل “Galaxy Empowered”.
الرسالة الضمنية للمستهلكين والمستثمرين واضحة: المستقبل ليس في امتلاك أحدث جهاز، بل في الانضمام إلى منظومة بيئية (Ecosystem) ذكية ومستدامة. وبهذا، تضع سامسونج نفسها في موقع فريد لقيادة الجيل القادم من تكنولوجيا المستهلك، حيث لا يتم قياس النجاح بالميجابكسل والجيجاهرتز فقط، بل بالأثر الإيجابي على الكوكب وحياة الناس.
معالم استراتيجية

 ترتكز الاستراتيجية على مبادرة “جالاكسي من أجل الكوكب”، وتشمل أهدافاً رئيسية مثل استخدام المواد المعاد تدويرها في جميع الهواتف الجديدة، التخلص من البلاستيك في التغليف، تحقيق صفر نفايات في المكبات، وخفض استهلاك الطاقة لشواحن الهواتف بشكل كبير.

من المتوقع أن يكون مختلفاً بشكل جوهري. فبالإضافة إلى التحسينات التقنية المتوقعة، سيركز الهاتف على الاستدامة في التصنيع (حائز على جائزة Design for Recycling)، وسيعتمد على معالج مخصص بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة ومدمجة في صلب النظام.
 تجربة استخدام أكثر سرعة وأماناً وخصوصية. بدلاً من إرسال بياناتك إلى السحابة لمعالجتها، سيتم تنفيذ العديد من مهام الذكاء الاصطناعي مباشرة على جهازك. في المنزل، يعني ذلك أن نظام SmartThings سيتعلم من عاداتك ويدير أجهزتك بذكاء لتوفير الراحة والطاقة دون تدخل منك.
 تشير خطط سامسونج إلى ذلك. مع اعتزامها إطلاق نسخة اقتصادية (Fan Edition – FE) من هواتفها القابلة للطي، من المرجح أن نرى أسعاراً أقل تجعل هذه الفئة من الهواتف في متناول شريحة أوسع من الجمهور.
سامسونج تغير قواعد اللعبة فبدلاً من المنافسة على المواصفات فقط، تضيف أبعاداً جديدة للمعركة: الاستدامة كقيمة مضافة، والذكاء الاصطناعي كجزء من تجربة متكاملة، وتنويع المنتجات (مثل الهواتف القابلة للطي) لاستهداف فئات لم يصل إليها المنافسون بعد.